للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - ومن فوائدها: أنه لو بقي في بطنه لكان فيه آية من آيات الله، أن يبقى هذا الحوت من ذلك الوقت إلى يوم القيامة، لأن هذا ظاهر اللفظ أنه يبقى في بطنه إلى البعث.

١٦ - ومن فوائدها: أن أفعال المخلوقات تنسب إلى الله -عز وجل- تقديرًا وقضاء، وتنسب إلى العامل مباشرة وكسبًا. وتؤخذ من قوله: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} لأنه من المعلوم أن الذي لفظه هو الحوت، ومع ذلك لا نجزم بهذا، لأنه ربما أن الحوت لفظه، ويسر الله له من الريح ما يحمله إلى أن يصل إلى الأرض اليابسة، ويحتمل أن الحوت لفظه في الأرض اليابسة والله أعلم، المهم أن الله يسر له من أسباب الوصول إلى الأرض اليابسة ما أوصله إليها.

١٧ - ومن فوائدها: أن الإنسان لا ينبغي له أن ييأس من الشفاء ولو بلغ به من المرض ما بلغ، لقوله: {وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥)} إلى قوله: {وأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧)} فهذا الرجل السقيم الذي بقي في بطن الحوت -ما شاء الله- وخرج سقيمًا عافاه الله وشفاه فلا تيأس من رحمة الله -سبحانه وتعالى- بما يصيبك من المرض، فإن الله قد ييسر لك ما يكون سببًا لشفائك.

١٨ - ومن فوائدها: إثبات تأثير الأسباب، لقوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦)} لأن هذه الشجرة تظله وتبرد عليه وهي -كما أسلفنا- لينة الملمس، ويقال: إن الذباب لا يقع عليها، والله قادر على أن يظله بغمامة، وقادر على أن يبقيه في الشمس في العراء، ولا يتأثر، لكن الله -عز وجل- يبين لعباده أن

<<  <   >  >>