القلوب وهو الوحي. وميكائيل موكل بما فيه حياة الأرض وهو المطر والنبات، وإسرافيل بما فيه حياة الأجساد عند نفخ الصور، فإنه قد التقم الصور ينتظر متى يؤمر، فيجب علينا أن نؤمن بالملائكة إجمالًا فيما لم نعلم اسمه، وتعيينًا فيمن علمنا اسمه، ونؤمن أيضًا بما نعلم من أوصافهم كجبرائيل له ست مئة جناح قد سد الأفق، وبما نعلم من أحوالهم وعباداتهم، لأن هذا من أصول الإيمان التي بينها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لجبريل -عليه السلام- حين سأله عن الإيمان قال:"أن تؤمن بالله وملائكته"(١) وعلينا أيضًا أن نحب هؤلاء الملائكة وأن نجلهم ونعظمهم لأنهم عباد الله، عباد مكرمون منقادون لأمر الله، فنحبهم لله -عز وجل-، وعلينا أن نكرمهم فنبغض من عاداهم كاليهود مثلًا الذين عادوا جبريل، ونبغض أيضًا كل من سبهم أو تعرض لأذاهم، لأنهم من أشرف عباد الله.
وقد اختلف العلماء: هل الملائكة أفضل. أم صالح البشر أفضل؟ والخلاف في هذا معروف مشهور، وأكثره خلاف جدلي، لأن المقام والمرتبة عند الله -عز وجل- تدل على أن البشر أفضل، لأن البشر يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب، {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (٢٤)} [الرعد: ٢٣ - ٢٤].
ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: البشر أفضل باعتبار
(١) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان ... (٥٠) ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان .... (٩).