للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقول: باطل، بل عندكم ذكر من أفضل الأذكار على الإطلاق.

٣ - ومن فوائد الآيات الكريمة: أن الناس لا يمكن أن يكون لهم استقامة إلا بكتب نازلة من السماء حتى المشركون الكفار يقرون بهذا، لقوله {لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٦٨) لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩)} وهذه الفائدة يشهد لها الواقع، فإن الأمم الذين لم تنزل عليهم الكتب، تجدهم في فوضى مطردة، لا يستقيم لهم حال، ولا يمشون على خط مستقيم، بخلاف الأمم التي تنزل عليها الكتب، فإنها تكون مستقيمة بقدر تمسكها بهذه الكتب.

٤ - ومن فوائدها: أن الكتب المنزلة ذكر لمن نزلت إليهم ومعنى كونها {ذِكْرًا} على ثلاثة أوجه: فهي ذكر أي: شرف لمن نزلت إليهم، وهي ذكر يتذكرون بها ويتعظون بها، وهي ذكر يتقربون إلى الله تعالى بها؛ لأنها أفضل أنواع الذكر.

٥ - ومن فوائد هذه الآيات: أن هؤلاء الذين ادعوا لو أن عندهم ذكرًا من الأولين {لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (١٦٩)} كانوا كذبة بدليل أن عندهم ذكر من الأولين، ولكن كفروا به، وسبق لنا أن كفرهم به، يشمل النوعين من الكفر، وهما: الجحد والاستكبار.

٦ - ومن فوائد الآيات: تهديد الكافرين لقوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠)}، وتهديد الكافرين لا شك أنه مطابق للحكمة؛ لأن الحجة قد قامت عليهم، وقد قال الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: ١٦٥]

<<  <   >  >>