للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كثير من العلماء -وليس أكثر العلماء- يقولون: إن الأرض ليست كروية، لأن الله يقول {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)} [الغاشية: ١٧ - ٢٠].

والسطحية تنافي الكروية فإذًا من قال: إن الأرض كروية فقد خالف صريح القرآن، لأن الله يقول: {سُطِحَتْ (٢٠)} فأنكروا أن تكون الأرض كروية بناء على فهمهم أن القرآن صريح في ذلك.

ومن العلماء من قال: إنها كروية، والواقع يشهد لقول هؤلاء؛ لأنه لا يمكن أن نقول الآن: إنها غير كروية، إذ لو أنك لو قمت من مطار جدة متجهًا إلى الغرب في طائرة فيكون منتهاك إلى جدة فترجع إلى جدة، إذًا هي كروية، فالشاهد الواقع المحسوس يشهد لهذا، فنقول: إذًا لابد أن يكون القرآن الذي زعموا أنه صريح بأنها ليست كروية لابد أن يكون على خلاف ما فهموا ولا يمكن أن يقول قائل: إن الواقع المحسوس كذب ولو قال: إن الواقع المحسوس كذب؛ لرماه الناس بالحجارة فضلًا عن حجارة الأفواه، وحينئذ يتعين علينا أن نقول: إن القرآن ليس صريحًا في هذا، فتحمل السطحية فيه على ما يحتاج الإنسان إليه من الأرض، فكل ما تحتاجه إليه من الأرض فهو سطح، يعني ما جعلت الأرض مسطحة مثل ظهر الجبل، أو مثل سفح الجبل، في صعودًا أبدًا، فكل ما تحتاج إليه فهو مسطح، ثم نقول في القرآن ما يدل على أنها كروية، مثل قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا

<<  <   >  >>