للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن أعداء الرسل أكثر من أولياء الرسل. فالدعاة إلى الحق يجب عليهم الصبر إذا سمعوا من يسخر بهم، سواء كان هؤلاء الساخرون من الكفار، أو من أولياء الكفار؛ لأنه يوجد من المسلمين من هو من أولياء الكافرين، فالواجب على الدعاة أن يصبروا؛ لأن الرسل الذين هم أهل الحق وقادة الحق وأئمة الحق قد سخر الناس منهم، فكيف بك أنت، فالواجب عليك أن تصبر، والواجب على كل داعية أن يصبر على ما يحصل له من السخرية، وليعلم أن العاقبة للمتقين.

٥ - ومن فوائدها: عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكونهم {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣)} ولا يتعظون، وذلك لقسوة قلوبهم وعتوهم -نسأل الله العافية- عكس المؤمنين الذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمًّا وعميانًا.

٦ - ومن فوائدها أيضًا: أن هؤلاء المكذبين إذا رأوا الآية الدالة على صدق الرسل ازدادوا سخرية وترفعًا {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤)} وهذا فوق السخرية السابقة الذي قال: {وَيَسْخَرُونَ (١٢)}، وكان المفروض أنهم إذا رأوا الآيات أن يستسلموا, ولكنهم على العكس من ذلك إذا رأوا الآية يستسخرون والعجب من قوم النبي -عليه الصلاة والسلام- الذين كذبوه أنهم قالوا: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ} [الأنفال: ٣٢] فانظر إلى العتو -والعياذ بالله- كان الذي ينبغي أن يقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا إليه ووفقنا له، أما أن يقولوا هكذا فهذا

<<  <   >  >>