للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ومن فوائدها: أن المتبوعين ليس لهم سلطان يكرهون به الأتباع، بل الأتباع هم الذين اختاروا لأنفسهم الضلالة.

٣ - ومن فوائدها: فيها دليل على أن هؤلاء المشركين والكافرين أعلم بالواقع من الجبرية وأشباههم الذين يقولون: إن الإنسان يجبر على عمله. فإن هؤلاء يقرون بأن الإنسان يفعل باختياره لقوله: {وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (٣٠)}.

٤ - ومن فوائدها: أن الأتباع يوم القيامة لا ينتفعون باتباع المتبوعين، بل إن المتبوعين يوبخونهم على طغيانهم فيقولون: أنتم الذين تجاوزتم الحد بترككم اتباع الرسل ثم اتباعنا.

٥ - ومن فوائدها إثبات قول الله -عز وجل- وأنه يقول: لقوله: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (٣١)} والقول هو الكلام الذي يستفاد منه فائدة، فيتفرع على ذلك أن كلام الله بحرف وصوت، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا للأشعرية الذين يقولون: إن كلام الله هو المعنى القائم بالنفس، وأن ما يسمع من هذه الحروف والصوت فإنما هو مخلوق خلقه الله تعالى تعبيرًا عما في نفسه.

٦ - ومن فوائدها: إقرار المكذبين للرسل بالربوبية لقولهم: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا} ويتفرع على ذلك الرد على عامة المتكلمين الذين يفسرون التوحيد بتوحيد الربوبية فقط، فيقولون: إن التوحيد هو أن تؤمن بأن الله تعالى واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وواحد في صفاته لا شبيه له.

ففي هذه الجمل الثلاث لم يذكروا توحيد الألوهية، يعني

<<  <   >  >>