للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واضحة جليلة على المنهج القرآني الجدلي، وما يتسم به من نزاهة وقوة في البيان والأصالة.

٤ - التزام الأدب والجدال بالتي هي أحسن؛ قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت: ٤٦] ذكر في تفسير هذه الآية: (ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب إذا كانت عن غير بصيرة من المجادل أو بغير قاعدة مرضية، وأن لا يجادلوا إلَّا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين الكلام، ودعوة إلى الحق وتحسينه ورد الباطل وتهجينه بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة، وحب العلو، بل يكون القصد: بيان الحق، وهداية الخلق) (١)، أمَّا في تفسير قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ}، فقد جاء في تفسير ذلك: (إلَّا الذين ظلموا من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصد المجادل منهم وحاله، أنَّه لا إرادة له في الحق، وإنَّما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله؛ وإن المقصود منها ضائع) (٢).

٥ - أخذ الحيطة والحذر من أهل الكتاب مع الالتزام بآداب المجادلة معهم، والتنبه لما قد يلجؤون إليه من:

أ- التحريف: قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: ٧٥].

ب- التلبيس والكتمان: قال تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: ٧١].

ج- المخادعة: قال تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [آل عمران: ٧٢].


(١) السعدي: تيسير الكريم الرحمن. .: ٦/ ٩٢ (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه: ٦/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>