زادت على الثلاثين مؤتمرًا دوليًّا، واتسمت بالتنسيق والتعاون والتكامل فيما بين المستشرقين من ناحية، والأطروحات من ناحية أخرى، وما اتخذته الأُمَّة الإسلاميَّة إزاء ذلك.
ولا شك أنَّ البون شاسع جدًّا، ولكن ما يعول عليه أن تحقق الأُمَّة الإسلاميَّة في ذاتها الشروط التي تقدم ذكرها، وعند ذلك سيكون الاستشراق ذاته والمستشرقون -المعادون للإسلام- أنفسهم في أزمة، ويتحقق فيه وفيهم قول اللَّه تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (٣٦) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٣٧) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: ٣٦ - ٣٨].
والحمد للَّه الذي بنعمته تتم الصالحات، سبحان ربك ربِّ العزَّة عمَّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد للَّه رب العالمين.