كما ينبغي الإشادة بما تمَّ إنجازه على مستوى الأُمَّة من أعمال تعالج ما أحدثه الاستشراق بصفة مباشرة أو غير مباشرة، وبخاصة العمل على إنجاز تراجم لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات العالميَّة، وفي مقدمتها اللغة الإِنجليزيَّة والفرنسية، لما لها من أهميَّة في مزاحمة تلك التراجم التي أنجزها المستشرقون وظلت على مدى قرون عدّة، منتشرة لدى الغرب بما فيها من باطل وتزوير وافتراء يرمي إلى صرف غير المسلمين بعامة والأوربيين بخاصة عن قبول الإسلام، أو أي شيء فيه ليبقى هؤلاء على كراهيتهم له، وحقدهم عليه.
وإنَّ ما قامت به الرئاسة العامَّة لإدارات البحوث العلميَّة والإفتاء بالتنسيق مع الأمانة العامَّة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة؛ من إعداد تراجم لمعاني القرآن الكريم إلى اللغات العالَميَّة الحيَّة بدءًا بالإِنجليزية والفرنسية، ليُعَدُّ عملًا رائدًا من شأنه أن يدفع أثر الاستشراق، ويصد عاديته عن الأُمَّة الإسلاميَّة، وعلى دستور حياتها الذي جاء رحمة للعالمين.
ومِمَّا يجدر ذكره في هذا السياق تلك العناية الفائقة بالترجمة -المشار إليها- بدءًا بتشكيل لجان متخصصة لتدارس الترجمات السابقة، واختيار أدق التعابير، وأنسبها للتعبير عن القرآن الكريم، وألطف المعاني في اللغات المترجم إليها، بأيدٍ أمينة، وقلوب مؤمنة محبة للَّه ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وكتابه ولأُمَّة الإسلام، وتعمل بعقول واعية مدركة.
وتوجد أعمال أخرى تقوم بها بعض الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات الإعلاميَّة والصحفيَّة في العالم الإسلامي تتناول الاستشراق والمستشرقين بالدراسة والنقد، ولكنها دون المستوى المطلوب وبخاصَّة إذا قورنت بما قام به المستشرقون، وما أنجزته الحركة الاستشراقية خلال قرون عدّة، ويكفي للمثال على ذلك المؤتمرات الدوليَّة الاستشراقيَّة التي