للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (. . عن جابر بن عبد اللَّه: أنَّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إنِّي وأمتي لعلى كومٍ يوم القيامة، مشرفين على الخلائق، ما أحد من الأمم إلا وُدَّ أنَّه منها أيتها الأمة، وما من نبي كذَّبه قومه إلا نحن شهداؤه يوم القيامة أنَّه قد بلغ رسالات ربه ونصح لهم" (١)، وأورد البغوي كذلك في تفسيره لهذه الآية نحوًا من ذلك ثمَّ قال -في نهاية ما رواه عن ابن جريج-: (ثمَّ يُؤْتَى بمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- فيسأل عن حال أمته فيزكيهم ويشهد بصدقهم) (٢).

ولا شك أن من يحوز على هذا الفضل والمكانة المرموقة في الدنيا والآخرة من أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- هي أمة الاتباع -كما سبق الإشارة إليه- الملتزمون بهدي الإسلام المقتدون بالرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في جميع شؤونهم؛ الذين اصطبغوا بصبغة الإسلام مضمونًا وشعارًا فتميزوا به ونسبوا إليه.

قال ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠]: (من اتصف من هذه الأمة بهذه الصفات دخل معهم في هذا المدح كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- في حجة حجها رأى من الناس دعة فقرأ هذه الآية: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ثم قال: "من سره أن يكون من هذه الأمة فليؤدِّ شرط اللَّه فيها") (٣).

أما ما أورده بعض العلماء والمفكرين عن سبب اختيار اللَّه -عز وجل- العرب لحمل هذه الرسالة فذلك: الأنهم امتازوا من بين سائر الأمم -يومئذٍ- باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم وتلك هي: جودة الأذهان، وقوة الحوافظ، وبساطة الحضارة والتشريع، والبعد


(١) جامع البيان. .: (٢/ ١٠ و ١١)، (مرجع سابق).
(٢) معالم التنزيل: (١/ ١٥٩)، (مرجع سابق).
(٣) تفسير القرآن العظيم: (١/ ٣٩٦)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>