للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الاختلاط ببقية أمم العالم) (١)؛ فإن لذلك أهميته في مكانة الأمة الإسلامية وخيار أصلها وعنصرها وبخاصة ولاة أمرها، ولكن هذا لا يعول عليه ولا يعتدّ به إلا بشرط اعتناق الإسلام والاعتزاز يه والخضوع لحكمه واتباع منهجه في الحياة والنهوض بصدق وإخلاص بحمل رسالته.

ومما يدل على ذلك قول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". (٢)، ويروى عن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- قوله: "إنا قوم أعزنا اللَّه بالإسلام فلن نلتمس العزّ بغيره" (٣)، وورد لدى الحاكم بلفظ: "كنتم أقل الناس فأعزكم اللَّه بالإسلام فمهما تطلبوا العز بغيره أذلكم اللَّه" (٤).

ومما يؤيد ذلك أيضًا أن ما تميز به العرب قبل الإسلام من صفات تدل على ما فيهم من صفات المروءة والشجاعة والكرم، وغير ذلك لم تمنعهم من معاداتهم للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويشير محمد رشيد رضا بعد تناوله مزايا قريش وقوم الرسول وعترته إلى هذا الأمر فيقول: (ولكن هذه المعنوية كلها وجِّهت لمعاداته عليه أفضل الصلاة والسلام) (٥)، في بداية الأمر ثم


(١) محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية، ص: (٨٩)، (مرجع سابق). وانظر: ابن خلدون: مقدمة ابن خلدون، ص: (١٣٢)، الطبعة الرابعة: (١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م)، عن دار الكتب العلمية، بيروت. وانظر: ابن تيمية: اقتضاء الصراط، ص: (١٤٨)، تحقيق: محمد حامد الفقي (مرجع سابق).
(٢) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (٤/ ١٥٤)، كتاب المناقب، باب: [١١]، ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٣) الإمام الحافظ أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة: الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار: (٧/ ٩٣)، تقديم وضبط: كمال يوسف الحوت، عن دار التاج - بيروت، الطبعة الأولى: (١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م).
(٤) الحاكم: المستدرك: (٣/ ٨٨)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، (مرجع سابق).
(٥) خلاصة السيرة المحمديّة: ص: (١٤)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>