للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخلوا في دين اللَّه أفواجًا وحملوا راية الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وتحقق فيهم قول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه" (١).

مما سبق يتضح أن مناط الخيرية مرتبط بتحقيق التميز ودال على منزلته، وأن العبرة في علو المنزلة وشرف المكانة لا يتأتى إلا بصبغة الإسلام {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: ١٣٨].

ويرى ابن تيمية بأنَّ العرب قد (اجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم. والكمال الذي أنزل اللَّه إليهم) (٢)، و (أن اللَّه تعالى خصَّ العرب ولسانهم بأحكام تميزوا بها. ثم خصَّ قريشًا على سائر العرب بما جعل فيهم من خلافة النبوة وغير ذلك من الخصائص. ثمَّ خصَّ بني هاشم بتحريم الصدقة واستحقاق قسط من الفيء إلى غير ذلك من الخصائص، فأعطى اللَّه سبحانه كل درجة من الفضل بحسبها) (٣).

ويرى (أن بغض جنس العرب ومعاداتهم كفر أو سبب للكفر؛ ومقتضاه: أنهم أفضل من غيرهم، وأن محبتهم سبب قوة الإيمان. . وسبب هذا التفضيل -واللَّه أعلم- ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم) (٤). وبعد أن يفصل القول في ذلك يقول: (لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل من


(١) تكملة الحديث السابق الذي أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب - باب: [١]، وقد ورد بروايات متقاربة، (المرجع السابق نفسه).
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: ص: (١٦١)، تحقيق: محمد حامد الفقي، (مرجع سابق).
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ١٥٤.
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم: ص ١٥٦، ١٦٠، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>