للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماء ولا شريعة موروثة عن نبي، ولا هم أيضًا مشتغلون ببعض العلوم العقلية المحضة، كالطب والحساب ونحوهما. إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم: من الشعر، والخطب، وما حفظوه من أنسابهم وأيامهم، وما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم أو من الحروب، فلما بعث اللَّه محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- بالهدى -الذي ما جعل اللَّه في الأرض، ولا يجعل منه أعظم قدرًا- وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم، ومعالجتهم على نقلهم من تلك العادات الجاهلية، والظلمات الفكريّة؛ التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها، فلما تلقوا عنه ذلك الهدي العظيم زالت تلك الريون عن قلوبهم، واستنارت بهدي اللَّه الذي أنزله على عبده ورسوله، فأخذوا هذا الهدي العظيم بتلك الفطرة الجيدة) (١).

وأضاف أنه (اجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم، والكمال الذي أنزل اللَّه إليهم) (٢).

وقبل ذلك ذكر أسباب التفضيل وأنَّه إنَّما يكون بالعلم النافع أو العمل الصالح، والعلم يحتاج إلى (قوة العقل الذي هو الحفظ والفهم. . وقوة المنطق الذي هو البيان والعبارة) (٣).

وعلي هذا فإنَّ العرب أكثر تميُّزًا من غيرهم في ذلك، (فهم أفهم من غيرهم، وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة. .) (٤)، وحيث إن العمل (مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس) (٥) فإنَّ العرب يتميزون على غيرهم في هذه الناحية كذلك لأن (غرائزهم أطوع للخير من غيرهم.


(١) المرجع السابق نفسه: ص: (١٥٦).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص: (١٦١).
(٣) المرجع السابق نفسه: ص: (١٦٠).
(٤) المرجع السابق نفسه: ص: (١٦٠).
(٥) المرجع السابق نفسه: ص: (١٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>