للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهم أقرب للسخاء والحلم، والشجاعة والوفاء، وغير ذلك من الأخلاق المحمودة) (١).

ثم يشبه العرب من حيث الخصائص بالأرض الخصبة التي كانت (معطلة عن الحرث، أو قد نبت فيها شجر العضاة والعوسج، وصارت مأوى الخنازير والسباع، فإذا طهرت عن المؤذي من الشجر والدواب، و [ازدرع] فيها أفضل الحبوب والثمار: جاء فيها من الحرث ما لا يوصف مثله، فصار السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل خلق اللَّه بعد الأنبياء. وصار أفضل الناس بعدهم من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة من العرب والعجم) (٢).

ويكشف التمثيل عما يمتاز به العرب من فطرية وصلاح وقابلية لحمل رسالة الإسلام، ويتفق هذا مع قول الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الآنف الذكر: "تجدون الناس معادن. . . " الحديث، ويوافق شيخ الإسلام في ذلك جمهور من العلماء والمفكرين المسلمين في ماضي هذه الأمة الإسلامية وحاضرها (٣).

والمعول عليه في هذا ما ذكره -صلى اللَّه عليه وسلم- في تمام الحديث ". . . خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".


(١) المرجع السابق نفسه: ص: (١٦٠، ١٦١).
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم: ص: (١٦٢)، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: عبد اللَّه بن محمد بن حميد: التوحيد وبيان العقيدة السلفية النقية، ص: (١٣)، الطبعة الأولى: (١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م)، عن مكتبة طبريّة، الرياض، قد لخص مجمل عقيدة السلف في الصفحات: (٥ - ١٣)، (المرجع السابق نفسه).
(٣) أورد محمد حامد الفقي في الحاشية: [١]، ص: (١٦٠)، من المرجع السابق، مبررات امتياز العرب على غيرهم. ولمزيد الاطلاع على ما تميَّز به العرب قبل الإسلام من عرف أخلاقي ومنطق أدبي. .؛ انظر: محمد رشاد خليل: ملامح من دور الإسلام في بناء العمارة (الحضارة) العربية قبل البعثة المحمديّة: ص: (٦٢٢ - ٦٥٨)، الطبعة الأولى: (١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م)، (لم يذكر الناشر).

<<  <  ج: ص:  >  >>