للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيمان والعمل الصالح بما يفوق غيرهم، فمكنهم من البلاد والعباد، وفتحت مشارق الأرض ومغاربها، وحصل الأمن التام، والتمكين التام، فهذا من آيات اللَّه العجيبة الباهرة، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح فلا بد أن يوجد ما وعدهم اللَّه (١).

وقال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: ٥١]، وقال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: ٣٨]، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: ٨]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: ٢٩].

قال ابن كثير في تفسيرها: (فرقانًا: مخرجًا، زاد مجاهد في الدنيا والآخرة، وفي رواية ابن عباس (فرقانًا)، نجاة (٢). وفي رواية عنه، نصرًا، وقال محمد بن إسحاق: (فرقانًا)؛ أي: فصلًا بين الحق والباطل. وهذا التفسير من ابن إسحاق أعم مما تقدم، وهو يستلزم ذلك كله فإنَّ من اتقى اللَّه لفعل أوامره وترك زواجره وفق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره ونجاته ومخرجه من أمور الدنيا وسعادته يوم القيامة (٣).

وقال الطبري في تفسيره قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ. . .} [النور: ٥٥] الآية: (يقول تعالى: ليورثنهم اللَّه أرض المشركين من العرب


(١) السعدي: تيسير الكريم الرحمن: (٥/ ٤٣٩، ٤٤٠)، مرجع سابق.
(٢) ورد في صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير القرآن الكريم: (ص: ٢٥١)، بتحقيق: راشد الرجال: (فرقانًا، مخرجًا)، مرجع سابق.
(٣) تفسير القرآن العظيم: (٢/ ٣٠١، ٣٠٢)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>