للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للأُمَّة الإسلاميَّة على نحوٍ آخر "ارتبط بوثاق قوي ومتين بالعقيدة والرسالة" (١).

إضافة لما تميَّز به العرب -وهم حملة هذه الرسالة في المقام الأول- "من جودة الأذهان، وقوة الحوافظ، وبساطة الحضارة والتشريع، والبعد عن الاختلاط بالأمم" (٢)، ومن العقيدة والرسالة انبثقت الحضارة الإسلاميَّة "ولزم عن هذا. . . أن تداخلت قضايا الواقع المادي بأصول الرسالة وتعاليمها. . . فالعقيدة والرسالة والحضارة والسلوك والتاريخ. . . وحدة جامعة مشتركة في بنيان هذه الأُمة في ترابط يعزّ فصله؛ ولهذا فقد تحوّل الواقع إلى ساحة اختبار، وميدان تجربة؛ لصدق الوفاء بالرسالة منهجًا وسلوكًا وتصرفًا" (٣).

والمحك في ذلك مضمون الحضارة الغربية، والهويَّة الثقافية للأُمَّة الإسلاميَّة؛ أن سيادة الحضارة الغربية وهيمنتها لا تعطي هذه الهويَّة خصوصيتها، وفرضت نوعًا من الاستلاب الحضاري، ونوعًا من التنكر لمنجزات الطرف الآخر، ومرتكزاته الثقافية؛ يصل إلى مس الهويَّة الإسلاميَّة بخاصة (٤).


= عبد الحميد فتَّاح: دراسات في الفكر العربي الإسلامي (أبحاث في علم الكلام والتصوف والاستشراق والحركات الهدَّامة): ص ١٧، الطبعة الأولى ١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م، عن دار الجيل - بيروت.
(١) المرجع السابق: ص ٢٠.
(٢) محمد الطاهر بن عاشور: مقاصد الشريعة الإسلامية: ص ٨٩، الطبعة الأولى، ١٩٧٨ م، عن الشركة التونسية للتوزيع، تونس، وانظر: محمد رشيد رضا: خلاصة السيرة المحمديَّة وحقيقة الدعوة الإسلامية وكليات الدين وحكمه: ص ٥، ٦، ٩، ١٠، الطبعة الرابعة ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، عن المكتب الإسلامي - بيروت.
(٣) عرفان عبد الحميد: دراسات في الفكر العربي الإسلامي: ص ٢٠، ٢١، (المرجع السابق نفسه).
(٤) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>