للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ضوء هذه التعريفات للاستشراق والمستشرقين، ومن خلال المدلول اللغوي المتقدم ذكره تتأكد أهمية تحديد المراد بالشرق ومكانة اللغة العربية والإسلام في الدراسات الاستشراقية ولدى المستشرقين.

أما المراد بالشرق فإن بعض الباحثين من المستشرقين وغيرهم قد توقف عنه بغية تحديده، وفيما يأتي أبرز ما توصلوا إليه:

١ - يقول باحث غربي: (الظاهر أن اسم الشرق تعرض لتغيير في معناه، فالشرق بالقياس إلينا نحن الألمان، يعني: العالم السلافي، العالم الواقع خلف الستار الحديدي -وهذه المنطقة يختص بها علميًا بحوث شرق أوروبا osteuropaforscling ، أما الشرق الذي يختص به الاستشراق فمكانه جغرافيًا في الناحية الجنوبية الشرقية بالقياس إلينا، والمصطلح يرجع إلى العصر الوسيط، بل إلى العصور القديمة، إلى الوقت الذي كان فيه البحر المتوسط يقع كما قيل في وسط العالم، وكانت الجهات الأصلية تحدد بالنسبة إليه- فلما انتقل مركز ثقل الأحداث السياسية بعد ذلك من البحر المتوسط إلى الشمال بقي مصطلح الشرق رغم ذلك دالًّا على الدول الواقعة شرق البحر المتوسط -كذلك تعرضت لفظة (الشرق)، في أعقاب الفتوحات العربية الإسلامية لتغيير آخر في معناها أو إذا شئنا دقة أكثر؛ تعرضت لاتساع في نطاق مدلولها- فقد انطلق الفاتحون في ذلك الوقت


= عفاف صبرة: المستسرقون ومشكلات الحضارة ص: (٩)، طبعة: (١٩٨٥ م)، عن دار النهضة العربية. . . " القاهرة.
- محمد أحمد دياب: أضواء على الاستشراق والمستشرقين ص: (١٠ - ١٢)، الطبعة الأولى: (١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م)، دار المنار. . . " القاهرة.
- محمد فتح اللَّه الزيادي: انتشار الإسلام وموقف المستشرقين منه ص: (٤١ - ٤٥)، الطبعة الأولى: (١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م)، عن دار قتيبة. . .، بيروت.
- محمد حسين علي الصغير: المستشرقون والدراسات القرآنية؛ ص: (١١ - ١٣)، الطبعة الثانية: (١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م)، عن المؤسسة الجامعية للدراسات. . .، بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>