للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلاميَّة حينما كتب في المعاهدة مع اليهود بأنَّ المسلمين (أُمَّة واحدة من دون الناس) (١)، وبأن اليهود (أُمَّة مع المسلمين) (٢).

٢ - إنَّ هذا التميُّز مستمر في أُمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى قيام الساعة لما خصت به من الرسالة الخاتمة، قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: ٤٠]، (فكانت رسالته تجديدًا لدعوة التوحيد التي بعث بها سائر الأنبياء والمرسلين، وتعديلًا للشرائع السابقة، وإكمالًا لها، بعد أن ارتقت البشرية، وتفتحت عقولها، وتهيأت نفوسها لاستقبال الرسالة الخاتمة بكل جوانبها الروحية والاجتماعية، وقد أوضح المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ رسالته إكمال لرسالات الأنبياء السابقين. . .) (٣)، فقد ثبت أنه قال: "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى دارًا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنةً، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون: لولا موضع اللبنة. . . فأنا موضع اللبنة، جئت فختمت الأنبياء" (٤)، والحديث يبين اكتمال الرسالة الخاتمة ووفاءها بحاجات البشرية، مهما


(١) و (٢) أبو محمد عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية ٢/ ١٤٣، ١٤٤، علق عليها وخرَّج أحاديثها وصنع فهارسها عمر عبد السلام تدمري، الطبعة الثانية ١٤٠٩ هـ - ١٩٨٩ م عن دار الكتاب العربي - بيروت.
وانظر: محمد حميد اللَّه الحيدرآبادي: مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة. ص ١، ٢، ٣، ٤، ٥، وقد ذكر طائفة من مصادر الوثيقة في غرة ذكرها، عن مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، (بدون تاريخ).
(٣) أكرم ضياء العُمري: الرسالة والرسول: ص ٣٧، الطبعة الأولى ١٤٠١ هـ - ١٩٩٠ م، (لم يذكر الناشر).
(٤) أخرجه مسلم: صحيح مسلم ٤/ ١٧٩١ كتاب الفضائل، الحديث رقم (٢٢٨٧)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، عن المكتبة الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، إستانبول - تركيا (بدون تاريخ).

<<  <  ج: ص:  >  >>