للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ج- لم تكن هذه الحركة التي تعد عميقة الصلة علميًا بحضارة المسلمين ذات أثر في تصحيح رؤية الغرب لعقيدة الإسلام وتاريخه ولأخلاق المسلمين وسلوكهم ولحضارة الإسلام وثقافته، بل كانت هي الأخرى ماكرة في عدائها، شديدة الوطأة على الإسلام والمسلمين، فقد أسفرت عن مسلك جديد في محاربة الإسلام قاده القس (بطرس المبجل ت ١١٥٦ م) وهو رئيس رهبان دير كلوني، حيث تمثل مسلكه هذا في تشكيل جماعة من المترجمين في إسبانيا يعملون بصفة فريق واحد من أجل الحصول على معرفة علمية موضوعية عن الإسلام بدءًا بإنجاز ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللاتينية وهي الترجمة الأولى التي تمت عام (١١٤٣ م) التي ظهرت باسم العالم الإنجليزي (روبرت أوف كيتون) (١).

وظهر -من تحقيق بعض الباحثين- أن بطرس المبجل هذا كلف اليهودي المتنصر - (بطرس أوبيدرو الفرنسي أو العبري أو الطليطلي الذي تنصر عام (١١٠٦ م) في إسبانيا- أن يترجم القرآن إلى اللاتينية (٢)، ومما فعله (بطرس المبجل) أيضًا أنه صرف (روبرت أمه كيتون) الذي نسبت إليه ترجمة القرآن الكريم الأولى إلى اللاتينية، وزميله (هرمان الألماني) -وهما راهبان- عن دراسة الفلك إلى ترجمة معاني القرآن الكريم (٣) إلى اللاتينية، وكان قصده من ذلك دحض الإسلام وتنصير المسلمين، وممّا يدل على ذلك ما ذكره سببًا لترجمة القرآن الكريم إلى اللاتينية إذ قال: (فإذا لم يكن بهذا الطريق إعادة المسلمين إلى المسيحية الصحيحة، فلا أقل من أن


= سنة: (١٠٧٥ م)، إلى الحروب الصليبية؛ انظر: محمد عبد الفتاح عليان: أضواء على الاستشراق: ص: (٢٢)، المرجع السابق نفسه.
(١) انظر: نجيب العقيقي: المستشرقون: (١/ ١١٣)، المرجع السابق نفسه.
(٢) انظر: قاسم السامرائي: الاستشراق ص: (٢٢)، مرجع سابق.
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه ص: (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>