للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جانب هذه المؤتمرات فإن هناك اجتماعات وندوات ولقاءات -يصعب حصرها- منها المحلي ومنها الإقليمي (١).

د- إذا كان الاستعمار في حقيقته عودة للحروب الصليبية بأسلوب جديد يواجه بها الغربيون العالم الإسلامي فإن هذه المواجهة تذرعت بسلاح الفكر والمعرفة، وقد ارتبط الاستشراق بهذا ارتباطًا قويًا، بحيث كان كما قال أحد المفكرين: (عين الاستعمار التي بها يبصر ويحدق، ويده التي بها يحيى ويبطش، ورجله. . .) (٢) إلخ.

وكما أفاد الاستعمار من التراث الاستشراقي فقد أفاد الاستشراق كذلك من الاستعمار، فأصبح الاستشراق في ظل الاستعمار (شبكة ضخمة من المؤسسات الأكاديمية الممثلة في الجامعات والمعاهد والجمعيات الاستشراقية والجغرافية والدوريات ودور النشر، وهذه الشبكة متعاونة فكريًا وسياسيًا مع الاستعمار لإحكام قبضته على كل أسباب الحياة للأمة الإسلامية (٣)، ونشأت رابطة رسمية وثيقة بين الاستشراق والاستعمار خدم الاستشراق من خلالها الاستعمار قبل دخوله بلاد المسلمين وأثناء ذلك وبعده. فأما قبل دخوله بلاد المسلمين فإن الاستشراق كان بمثابة دليل وهاد للاستعمار في مناطق الشرق على اختلاف المواقع بدءًا بالرحلات


= الثقافات انظر: مجلة الفيصل عدد: (١٦٢)، المصادر في شهر ذي الحجة: (١٤١٠ هـ - يوليو ١٩٩٠ م ص: (١٢٨)، مرجع سابق.
(١) انظر: ميشال جحا: الدراسات العربية الإسلامية في أوروبا ص: (٢٧٨ - ٢٨٣)، مرجع سابق.
(٢) محمود محمد شاكر: رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص: (١١٧، ١١٨)، مقدمة كتابه المتنبي، المصادر عن مطبعة المدني: (١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م)، وقد جردت في كتاب بهذا العنوان، عن مطبعة المدني: (١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م)، جدة.
(٣) انظر: أحمد عبد الحميد غراب: رؤية إسلامية للاستشراق ص: (٤٠)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>