للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- عدم توافر الأموال اللازمة التي تحتاجها مثل تلك الدراسات والبحوث؛ لأن جهات الدعم سواء كانت الكنيسة ومؤسساتها أو الهيئات السياسية أو المؤسسات الإعلامية، أو غيرها من دوائر العداء للإسلام والمسلمين، إن كل أولئك لا يبذلون الأموال في العادة إلا لخدمة أهداف محددة تسعى لتشويه الإسلام وتسيء لأمته.

ج- هناك سبب آخر وهو تأثر المستشرق -مهما كان متجردًا ونزيهًا- ببيئته وثقافة مجتمعه ولغته الأصلية ومعطيات الحضارة الغربية، وعندما يدرس الإسلام لا بد أن تعترض دراسته عقبات متنوعة تؤثر على منهجه وما يصل إليه من نتائج (١).

ولعل الهدف الغائي لهذا الدافع هو (إشباع نهم علمي متجرد، وتحصيل معرفة صحيحة تتصل بأمَّة) (٢) ذات شخصية متميزة لها مبادئ وقيم وعادات وأعراف وتاريخ وعلم وحضارة.

ومما ينبغي التفطن إليه هو ظهور بعض الدراسات الاستشراقية بمظهر علمي، ولكن يتذرع بها لأهداف مشبوهة وعندئذٍ يخرج هذا عن الدافع العلمي؛ لأنه أصبح غاية أو وسيلة لغاية غير نزيهة، وقد ألمح إليه بعض الباحثين المسلمين في قوله: (ومهما كان حسن الظن متوافرًا في كثير من تكلم الدراسات إلا أن ما كان منها نتيجة غاية علمية، كدراسة بلاشير لتاريخ الأدب العربي، خدمت بطريق مباشر أو غير مباشر غايات عاطفية وعصبية) (٣).


(١) انظر: عبد الرحمن حبنكة: أجنحة المكر ص: (١٣٠)، مرجع سابق، وانظر: السباعي: الاستشراق ص: (٢٤)، مرجع سابق.
(٢) عبد الرحمن حبنكة: أجنحة المكر ص: (١٣٠)، المرجع السابق نفسه.
(٣) محمد عبد اللَّه مليباري: المستشرقون ص: (٤٨)، مرجع سابق، وانظر: السباعي: الاستشراق ص: (٢٠ - ٢٣)، مرجع سابق، وانظر: علي النملة: الاستشراق ص: (٣٦)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>