للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشارق الأرض ومغاربها (لا إله إلَّا اللَّه واللَّه أكبر)، وقبلتها واحدة، تتجه إليها من كل مكان؛ ثم تلتقي حول قبلتها (الكعبة) كل عام. هذه الأمة اعملوا على تحطيم عقيدتها من الأساس، وإفساد أخلاق أبنائها، وتحوير أفكارهم حتى تذيبوها في كل مكان، وإلَّا فلا تأمنوا انطلاقتها مهما عملتم من الاحتياطات العسكرية ما لم تهدموا أصل عقيدتهم) (١).

ويقول (برنارد لويس): (لقد كانت عادتنا التي تعودناها في العالم الغربي هي: كلما اتجه الشرقيون إلينا ازداد تمسكنا بالغرب؛ لنجعل أنفسنا مثالًا للفضيلة والتقدم، فإذا تشبهوا بنا عددنا ذلك أمرًا حسنًا، وإذا لم يكونوا كذلك عددنا ذلك سوءًا وشرًا. فالتقدم هو في التشبه بنا، أمَّا إذا لم يقتدوا بنا فذلك هو التقهقر والاضمحلال) (٢).


(١) نقلًا عن: عبد الرحمن الدوسري: صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم ٢/ ٣٨٨، ٣٨٩، الطبعة الأولى، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، عن مكتبة دار الأرقم، الكويت. وانظر: باول شمتز: الإسلام قوة الغد العالمية، ترجمة: محمد شامة، الطبعة الثانية عن مكتبة وهبة، القاهرة (بدون تاريخ)، ويشتمل على مقدمة لمحمد البهي أكد فيها تلخيصات مهمة لغرض الكاتب من هذا الكتاب وأنه نذير للغرب من الأمة الإسلاميّة ودعوة لها أن تعمل في حزم واتحاد لرد خطر الأمة الإسلاميّة عنها ووقف نموها، وذلك عن طريق (توهين علاقة المسلمين بإسلامهم وتوجيه حملات تشويهية ضد الإسلام)؛ ص ١٤، وكان ممَّا ذكره المؤلف عن تميز الأمة الإسلاميّة قوله: (لا يساورني أدنى شك في أن الحضارة التي ترتبط أجزاؤها برباط متين وتتماسك أطرافها تماسكًا فويًا، وتحمل في طياتها عقيدة مثل الإسلام، لا ينتظرها مستقبل باهر فحسب، بل ستكون أيضًا خطرًا على أعدائه. . .)؛ ص ١٣، (المرجع السابق نفسه)، وعلى نحو من ذلك قال (لورنس بروان) في كتاب له صدر في ١٩٤٤ م: انظر: عمر فروح: التبشير والاستعمار في البلاد العربيّة: ص ١٨٤، الطبعة الثالثة، ١٩٨٦ م، من منشورات المكتبة العصرية، بيروت.
(٢) الغرب والشرق الأوسط: ص ١٨، ١٩، ٢٠، تعريب: نبيل صبحي، الطبعة الأولى ١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م، عن المختار الإسلامي. . .، القاهرة، إلَّا أنه تناول -في سياق =

<<  <  ج: ص:  >  >>