للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د- اعتماد وسائل الإعلام في كثير من موادها الإعلامية على الاستشراق، وقد أثبت بعض الباحثين وجود صلة وثيقة بين الإعلام الغربي والدراسات الاستشراقية، وذكر بأن نتائج دراساته تؤكد تطابق وجهات نظر الخبراء في الدراسات الشرقية والإسلامية الذين تستعين بهم الدوائر السياسية في الغرب وبين الطريقة التي تعالج بها وسائل الإعلام الغربي أمور الشرق والإسلام، وأن الطرفين ينطلقان من فكرة أن الإسلام لا يمثل منافسًا رهيبًا للغرب فحسب بل إنه يمثل كذلك تحديًا متأخرًا للمسيحية (١).

ويؤكد باحث آخر بأن التراث الاستشراقي يغذي وسائل الإعلام الغربية، وتعتمد عليه إلى حدٍّ كبير في تشويه صورة الإسلام دينًا وحضارة وتشويه صورة العرب عنصرًا وقيمة، وعلى ذلك فإن دول العالم الإسلامي تتعرض لتدفق إعلامي يتسم بالاختلاق وتتلقى سيلًّا من الهجمات الإعلامية الحاقدة (٢).

فإذا نُظِرَ إلى هذا الجانب من واقع أثر الإعلام في العصر الراهن بما يملكه من قوة التأثير وشدة الجاذبية وسعة الانتشار (٣)، وأنه يعتمد إلى حد كبير على دراسات المستشرقين فيما يخص الإسلام والأمة الإسلامية تبين من ذلك كله استمرار المستشرقين ونشاط حركتهم لتلبية هذا الجانب.

وخلاصة القول: إن الحركة الاستشراقية لا تزال قوية ومتماسكة ومنظمة، ولا تزال جمعيات المستشرقين قائمة تمارس نشاطاتها


(١) انظر: إدوارد سعيد: تغطية الإسلام ص: (٣٦)، نقلًا عن عبد القادر طاش: الجذور التاريخية للصورة النمطية للإسلام والعرب في التراث الغربي، مجلة المنهل، العدد السنوي المتخصص لعام: (١٤٠٩ هـ)، عن الاستشراق والمستشرقين ص: (٣٠٥)، مرجع سابق.
(٢) انظر: المرجع السابق نفسه ص: (٣٠٥، ٣٠٦).
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه ص: (٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>