للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقضية من القضايا من غير دليل. . . ولذلك تكون العقيدة مطابقة للواقع حينًا، وغير مطابقة له في أكثر الأحيان) (١).

هذه أبرز ما عُرِّفت به العقيدة، وهناك تعريفات أخرى ينصب بعضها على تعريف العقيدة تعريفًا فلسفيًّا (٢) وبعضها الآخر يعرف العقيدة الإسلاميَّة بخاصة (٣)، ومهما يكن الأمر فإنَّه يُمكن أن يستخلص من بعض هذه التعريفات إطلاق مسمى العقيدة على ما يضمره الإنسان في قلبه من الحق والباطل والصالح والفاسد والخير والشر (٤)، وقد يلتمس لما يذهب إليه الدليل وقد ينساق إليه بطبيعته وفطرته، وقد يكون ذلك الشعور اختياريًّا أو جبريًّا، ولكن تتميز العقيدة الإسلاميَّة بكونها ذلك (الحكم المستقر الذي لا يقبل الشك عند معتقده) (٥)، المنبثق من الكتاب والسنّة في معرفة الرب والرسول والدين، وما يقتضيه ذلك من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، والنظرة الشاملة للكون والحياة والإنسان.

وهذا المعنى هو ما دلت عليه بعض التعريفات السابقة، بيد أنه لا يتأتى


(١) جوستاف لوبون، نقلًا عن المرجع السابق نفسه: ص ٢٣.
(٢) انظر: محمد كمال جعفر: الإنسان والأديان: ص ٢٣ - ٤٠، الطبعة الأولى ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٥ م، عن دار الثقافة - قطر.
(٣) انظر: عبد الواحد محمد الفار: الثقافة الإسلاميَّة (دراسة تأصيلية لمضمون الرسالة الإسلامية في ضوء القرآن والسنة)، سلسلة الكتاب الجامعي، الكتاب الرابع، ص ١٣، عن مكتبة الخدمات الحديثة. جدة (بدون تاريخ).
(٤) انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة (عقد). وانظر: نبيل السملوطي: بناء المجتمع ونظمه. . (المرجع السابق): ص ٢٥. وانظر: حسن عيسى عبد الظاهر وآخرون: بحوث في الثقافة الإسلاميَّة: ص ٢٢٩، الطبعة الأولى، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م، عن دار الحكمة، الدوحة، وانظر: عز الدين الخطيب وآخرون: نظرات في الثقافة الإسلاميَّة: ص ٥٩، الطبعة الأولى، ١٤٥٤ هـ - ١٩٨٤ م، عن دار الفرقان. .، عمان.
(٥) مناع القطان: العقيدة والمجتمع: ص ٢، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>