للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلَّا في العقيدة الإسلاميَّة؛ لأنها عقيدة إلهية جاء بها أنبياء اللَّه ورسله، وكان خاتمهم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-: (وآراء الناس ومذاهبهم ومعتقدات البشر لا تتصف بهذه الصفة. . .) (١) لذلك كانت العقيدة الإسلاميَّة جديرة (بأن تستقر في سويداء القلب وأن تنعقد على هذا القلب انعقادًا وثيقًا كعقد الحبل؛ لأن الإنسان يعلم علم اليقين أنها من اللَّه الذي خلقه وسواه، وهو الذي يتولى أموره بدءًا ونهاية، فتكون هذه العقيدة الإلهية جديرة بأن تكون العقيدة الحقَّة أو العقيدة على وجه الإطلاق) (٢).

(فقد أوحى اللَّه إلى الأنبياء والمرسلين جميعًا طائفة من الحقائق المستقرة التي لا تقبل الشك، ولا مناص من الإيمان بها إيمانًا ثابتًا جازمًا لا يحتمل التغيير أو التساهل، فهي حقائق قد جاء منطوقها من قبل الرب إلى النبيين على اختلاف أممهم وتفاوت شرائعهم لتحمل في مضمونها جملة من المعاني والقيم الأساسية كيما تتلقاها البشرية وتقف عليها عن روية وبصيرة؛ لأنها معان وقيم تحتوي على مبادئ في التوحيد بين بني الإنسان حيثما كانوا ليعيش الناس جميعًا ضمن إطار متسع من الإخاء التام والتفاهم الأوفى وضمن مبادئ مشتركة قائمة على المساواة الإنسانية المطلقة وعلى التضامن الاجتماعي الوثيق) (٣).

وحول هذه العقيدة تكونت أُمّة واحدة تضرب في أعماق التاريخ وتستمر عبر الزمان والمكان ما دام هناك أفراد (يؤمنون بعقيدة واحدة


(١) مناع القطان: العقيدة والمجتمع: ص ٢، (المرجع السابق نفسه).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢.
(٣) أمير عبد العزيز: دراسات في الثقافة الإسلاميَّة (مدخل إلى الدين الإسلامي): ص ٧٥، طبعة ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م، عن دار الكتاب العربي - بيروت. وانظر: فاروق النبهان: مبادئ الثقافة الإسلاميَّة: ص ١٠٢، طبعة ١٤٠٣ هـ / ١٩٨٣ م، عن دار البحوث العلمية للنشر والتوزيع - الكويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>