للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إن ما أريق من مداد سود صحائف المجلدات المتعددة عن (أصول) الإسلام لا يقدم دليلًا مقنعًا بالمعنى التاريخي الصارم بحيث يثبت أن مثل هذا الاقتباس قد حدث فعلًا، بل على العكس، فإن الشاهد المعاصر الوحيد الذي ما يزال باقيًا هو (القرآن الكريم) وهو يستبعد مثل هذا الاحتمال بأقطع عبارة، ومن المستغرب أن هذا الشاهد الوحيد يُطرح في الغالب جانبًا) (١).

٢ - يخلط هؤلاء المستشرقين المتحاملون على تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة في دراساتهم لعقيدتها الإسلاميَّة بين العقيدة الصافية النقية الحقة التي بينها القرآن الكريم والسنة النبوية (القولية والفعلية والتقريرية) وبين واقع المسلمين بعامة وواقع الفرق الضَّالة بخاصة، وكان من نتائج هذا الخلط أن جاءت دراسات المستشرقين في مسائل العقيدة (جهلًا مركبًا) كما سماها بذلك أحد المفكرين لأنهم درسوها في ضوء مناهج زائغة، وقدموها للناس مشوهة مزورة ومكذوبة (٢).

فقد تركزت أقوالهم على دعوى؛ أن العقيدة الإسلاميَّة تأثرت باليهودية أو النصرانية أو الوثنية أو هي مزيج من ذلك كله، والرد على ذلك يتركز في الآتي:

أ- لو كان المراد بأن عقيدة الإسلام وبخاصة توحيد اللَّه وحده لا شريك له وإخلاص العبادة له هي العقيدة التي جاءت بها أنبياء بني إسرائيل، وجاء بها المسيح عليه السلام في صورتها الصحيحة التي أرادها اللَّه فإن ذلك حق وصحيح (٣).


(١) المستشرقون الناطقون بالإنجليزية. ص ٣٣، ترجمة: قاسم السامرائي، (مرجع سابق).
(٢) انظر: أحمد محمد جمال: نقد كتاب جولدزيهر: العقيدة والشريعة في الإسلام: ص ١٧، (مرجع سابق)، وقد عزا هذه التسمية للغزالي.
(٣) انظر: شوقي أبو خليل: كارل بروكلمان في الميزان: ص ٥٣، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>