للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المعلوم بالضرورة في دين الإسلام أن الدين واحد من لدن آدم عليه السلام وحتى خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} [الشورى: ١٣]، وقال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة -رضي اللَّه عنه-: ". . . والأنبياء إخوةٌ لعلّات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد" (١)، ولكن أولئك المستشرقين لا يقصدون ذلك، بل يقصدون التراث اليهودي والنصراني كما قال أحدهم: (إن على الإسلام أن يقر بحقيقة أصله: ذلك التأثير التاريخي للتراث اليهودي النصراني) (٢)، ومن المسلَّم به (أنه لا توجد أقوال ثابتة تبين لنا حقيقة التوحيد وماهيته في اليهودية؛ لأن اليهود قد ضمنوا التوراة كثيرًا من المتون المتعارضة، التي لا يُمكن الجمع أو التوفيق بينها، وهذا يدل على أن أفكار مؤلفي هذه الأسفار كانت متشتتة، وموزعة بين الوثنية المتمثلة في تجسيد اللَّه وتشبيهه بخلقه، وجعل الأنداد والنظائر له، وبين عقيدة التوحيد الخالصة التي جاء بها أنبياء اللَّه المذكورون في توراة اليهود، وفي القرآن والسنة عند المسلمين) (٣).

وكذلك النصرانية التي ترتكز عقيدتها بعد التحريف على التثليث، ومنيت بالشرك بدلًا من التوحيد ورد في مقدمة كتاب (هيم ماكبي): بولس


(١) أخرجه البخاري: صحيح البخاري ٣/ ١٢٧٥ الحديث رقم [٣٢٥٩]، بتحقيق مصطفى ديب البُغا (مرجع سابق).
(٢) مونتغومري وات: نقلًا عن عبد اللطيف الطيباوي: المستشرقون الناطقون بالإنجليزية، ص ٣٤، ترجمة: قاسم السامرائي، (مرجع سابق).
(٣) عزية طه: من افتراءات المستشرقين. . . ص ٣٦ - ٣٧، (مرجع سابق). ولمزيد من الاطلاع على العقيدة اليهودية انظر: عبد الستار فتح اللَّه سعيد: معركة الوجود بين القرآن والتلمود، ص ١١٦ - ١٢١، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>