للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحريف المسيحية: (كانت مأساة السيد المسيح الحقيقية أنه ولد في قوم أعظم مواهبهم تزوير التاريخ) (١).

ويتساءل (جون هك): (كيف وصل اليهود مع الأمميين من المسيحيين إلى عبادة كائن بشري محطمين هكذا فكرتهم في وجود إله واحد بطريقة أودت بهم إلى الميتافيزيكية المعقدة للتثليث؛ ففي تعاليم المسيحية الباكرة، كما نقلنا عنها من الكتاب الخامس للعهد الجديد -للقديس لوقا-؛ أعلن يسوع أنَّه إنسان أرسله اللَّه إليكم مؤيدًا بأعمالٍ ضخمة وأمارات، وبعد ثلاثين سنة فقط أفتتح إنجيل (مرقص) بهذه الكلمات: (ابتداءً إنجيل يسوع المسيح ابن اللَّه)؛ وفي إنجيل (يوحنا) الذي كتب بعد ثلاثين سنة أخرى، عُزِيَ هذا الكلام إلى يسوع نفسه وصور على أنَّه إله يمشي على الأرض!) (٢).

وفي إجابة (هِكْ) على سؤاله يستشهد بقول آخر: (كم كانت منشرة فكرة التجسيد الإلهي في الحياة البشرية للعالم القديم؛ لذا فليس من المستغرب البتة تأليه يسوع في تلك البيئة الثقافية؛ ففي اليهودية نفسها، كانت فكرة تسمية الإنسان (ابن اللَّه) تستند إلى تقليد قديم) (٣).


(١) سميرة عزمي الزين: مقدمة كتاب هيم ماكبي: بولس وتحريف المسيحية، ص ٨، ٩، الطبعة العربية الأولى ١٤١١ هـ - ١٩٩١ م، من منشورات المعهد الدولي للدراسات الإنسانية، وقد جاء في التعريف بهذا الكتاب في ظهر غلافه: (قارئ هذا الكتاب سيتأكد بالحجة التاريخية أن عيسى -عليه السلام- وحوارييه براءٌ من كل هذه المسيحية التي اخترعها بولس ولفق عقائدها من وثنيات العالم القديم وخرافاته وأساطيره. . ألفه أستاذ تاريخ الأديان في معهد (ليوبايك) بلندن، وهو واحد من ألمع مؤرخي الأديان في عصرنا).
(٢) جون هك: أسطورة تجسد الإله في السيد المسيح، تعريب: نبيل صبحي، ص ١٨، الطبعة الأولى ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، عن دار القلم - الكويت.
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ١٩، وعن تأثر الديانة المسيحيَّة بالوثنية، انظر: محمد =

<<  <  ج: ص:  >  >>