للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصية ترجع إلى ذاته، وفيه بيان السنن بالقول والفعل، وأن الإمام إذا خشي على أحد من فعله فساد اعتقاد أن يبادر إلى بيان الأمر، ويوضح ذلك) (١).

وهناك روايات عديدة عن أصل ذلك الحجر وما يرمز إليه أورد جملة منها ابن حجر وبين ما في أسانيدها من ضعف، ولكن يستفاد من مجموعها الآتي:

١ - إن عمر -رضي اللَّه عنه- في بعض الروايات رفع قوله: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع) إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذه قاصمة الظهر لـ (كارل بروكلمان) ومن سار على نهجه في هذا الزعم.

٢ - إن تقبيل الحجر -وقد فعله رسول الهدى -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر من لدن الحكيم الخبير- شبيه بأمر اللَّه الملائكة أن تسجد لآدم، فكان السجود طاعة لأمر اللَّه وعندما عصى إبليس كتبت عليه اللعنة (٢)، فاستلام الحجر وتقبيله عبادة للَّه وتعظيم للَّه وليس لذات الحجر، وهذا التعليل يقبله العقل السليم ولا يعارض الشارع.

٣ - رُبَّمَا كان الحجر الأسود بمثابة الشاهد على التوحيد يقدم شهادته يوم القيامة لمن حجَّ البيت أو اعتمر أو زاره وطاف به، وحينما يقبل يكون (ذلك امتثالًا لأمر اللَّه رمزًا للتوحيد والعبودية للَّه كما ترمى الجمار بالحجر رمزًا لعداوة الشيطان ومجافاته) (٣).


(١) فتح الباري: ٣/ ٤٦٣، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: عزية طه: المرجع السابق نفسه؛ ص ٥٤.
(٢) انظر: ابن حجر: المرجع السابق نفسه: ص ٤٦٢، ٤٦٣، ٤٧٥، ٤٧٦.
(٣) انظر: عبد الكريم علي باز: افتراءات فيليب حتي وكارل بروكلمان. .: ص ٩٢، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>