للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخلاصة القول: (إن فكرة وثنية الحجر الأسود هي فكرة غربية بثتها حركة الاستشراق. . وسعت لترويجها منذ زمن بعيد. . فقد سبق بروكلمان إليها بعض المستشرقين، مثل (درايكت) و (بورشورت سمث). .) (١)، في محاولتهما نفي تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة والطعن في أهم مقومات ذلك التميُّز وهي عقيدة التوحيد الخالص، كما عبَّرَ عن ذلك (الكونت هنري دي كاستري)؛ بقوله: (فظهور هذا الاعتقاد -يعني: توحيد اللَّه وإفراده بالعبادة دون سواه- بواسطته -يعني: محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- دفعة واحدة هو أعظم مظهر في حياته، وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته، ولعل هذا البرهان من أوضح الأدلة على أن الإسلام وحي من اللَّه فإن مفهوم التوحيد الإسلامي عقيدة تميُّز بها الإسلام عن غيره) (٢).

وهناك ردود أخرى تتعلق بمصدر العقيدة سيجري إيرادها في مجال أقوال المستشرقين حول الربانية، ويبقى هنا الالتفات إلى مقولة (جولدزيهر) بأن مسائل الخلاف العقدية التي برزت في القرنين الأولين عند الكلام الإسلاميين (كان) تحت تأثير النشاط العقدي داخل الكنائس والفرق المسيحية الشرقية) (٣).

وهذا القول ينطبق إلى حدٍّ كبير على واقع الفرؤا الإسلاميَّة الضَّالَّة فإنَّ كل بدعة ظهرت في دين الاسلام سلكت مسلكًا مشابهًا لليهود أو النصارى، وهذا ما يصرح به علماء الأُمَّة الإسلاميَّة ويدركونه، وهو كذلك من دلائل نبوة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ ورد عنه أحاديث كثيرة تخبر بذلك منها قوله


(١) انظر: عبد الكريم علي باز: افتراءات فيليب حتي وكارل بروكلمان. .: ص ٩٣، ٩٤، (المرجع السابق نفسه).
(٢) نقلًا عن نذير حمدان: الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في كتابات المستشرقين: ص ٧١، (مرجع سابق)، وسبق إيراده فيما سبق.
(٣) انظر: جولدزيهر: مذاهب التفسير الإسلامي، ص ١٧١، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>