للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متنوعة (١)، منها على سبيل المثال: ما ذكره (تشارلز فريكل) في قوله: (على الرغم مما حققه العصر الحديث من معجزات العلم والتكنولوجيا، إلا أنَّ الثورة على الإنسان المعاصر الذي سيطر بعقله وعمله على الكون بدأت تشتد وتقوى، إذ أنَّه على الرغم من كل ذلك لم يحصل على السعادة ولا الطمأنينة، وما زالت قيمه في تخبط ووجوده مهددًا بالقلق) (٢).

جاءت هذه الأزمة التي تحدَّث عنها (تشارلز) وغيره من العلماء والمفكرين نتيجة طبيعية لاعتداد الإنسان بنفسه واعتماده على العقل فيما شرع لحياته من نظام لا يفي بمتطلبات الناس بصفة تكفل لهم السعادة المنشودة وتنسجم مع غاياتهم العليا ومنطلقاتهم الحقيقية؛ لذلك أصبحت حياة الإنسان، وفي ظل تلك النظم متأزمة (٣)، وتحقق فيها قول اللَّه -عز وجل-: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: ١٢٤].

* * *


(١) انظر: محمد رأفت سعيد: المدخل لدراسة النظم الإسلامية: ص: (٢٨)، (المرجع السابق نفسه).
(٢) نقلًا عن المرجع السابق نفسه: ص: (٢٩).
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه: ص: (٣٢)، وانظر: سمير عبده في مقدمة كتاب: برتراند راسل: الفوز بالسعادة: ص: (١٢، ١٣)، من منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت طبعة: (١٩٨٠ م)

<<  <  ج: ص:  >  >>