للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكون خاضع لقاعدة معينة، ويسير في نشأته ونموه وفنائه حسب هذه القاعدة، سواء فلكًا أو جبلًا أو بحرًا أو حيوانًا أو إنسانًا، وهذا معنى قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: ٥٤]. . . [ومما تعنيه أيضًا، الكفالة والإصلاح والإدارة وتسيير الأمور وتنظيمها والسيادة والحكم وحيازة السلطة والأمر النافذ. . .، والإيمان بالربوبية يقتضي بالضرورة إفراد اللَّه -سبحانه وتعالى- بالتشريع والتدبير والتنظيم في حياة البشر الفردية والاجتماعية، وذلك يعني رفض أي نظام جاهلي وضرورة الاقتصار على النظام الاجتماعي الإسلامي، وموحد الربوبية هو من يرفض أن يتعامل مع الناس بغير التشريع الإلهي) (١).

ثانيًا: أنها ملزمة، ولا يصح لأحد الخروج منها، قال اللَّه تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: ٣٦]، وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: ٦٥]، وورد عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به" (٢)،


(١) فاروق الدسوقي: المرجع السابق نفمه: ص: (٧٨ - ٨٣)، ولمزيد من الاطلاع انظر: صلاح الصاوي: تحكيم الشريعة وصلته بأصل الدين: ص: (٢٣ - ٢٩)، الطبعة الأولى: (١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م)، عن دار الإعلام الدولي، القاهرة. انظر: مناع خليل القطان: وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية. .: ص: (١٩٥، ٣٢٧ - ٣٣٠)، بحث مدرج في: وجوب تطبيق الشريعة والشبهات التي تثار حول تطبيقها، من البحوث المقدمة لمؤتمر الفقه الإسلامي الذي عقدته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سنة: (١٣٩٦ هـ) ونشر عن إدارة الثقافة والنشر بالجامعة: (١٤٥١ هـ - ١٩٨١ م)، الرياض.
(٢) أدرجه ابن رجب في كتابه: جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم، الحديث الحادي والأربعون: ص: (٤١٧)، وقال عنه: (حديث حسن صحيح)، وهو مروي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وفي رواية أخرى زيادة =

<<  <  ج: ص:  >  >>