للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المالك الخالق لجميع المخلوقات، والناس كلهم عبيده، وهم سواء أمام شرعه) (١).

والأمثلة على هذه الخصيصة كثيرة جدًا في تاريخ الأمة الإسلامية، وقد سطر التاريخ ذلك الموقف الفذ لرسول الأمة وقدوتها -صلى اللَّه عليه وسلم- حينما سرقت المرأة المخزومية، وتحركت فيها الشفاعة لشرف قبيلتها ومنزلتها، فقال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لأسامة بن زيد -رضي اللَّه عنه- وهو (حب الرسول وابن حبه): "أتشفع في حدٍّ من حدود اللَّه. . . وأيم اللَّه لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" (٢).

(وتمتاز الشريعة أيضًا أنها سنت إلى جاذب العدل الإحسان والفضل، وهي مرتبة رفيعة ندبت إليها الشريعة، وحثت عليها) (٣). . وبهذا حققت المثل الأخلاقية الرفيعة التي دعت الناس إليها، كالعفو والإيثار والتسامح،. . . والإحسان والفضل مقترن مع كثير من أحكام الشريعة (٤). .، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: ٩٠]،


(١) عبد الحميد محمود طهماز: المرجع السابق نفسه: ص: (٧٩).
(٢) أخرجه مسلم: صحيح مسلم: (٣/ ١٣١٥)، كتاب الحدود - باب قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود، الحديث رقم: [١٦٨٨]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٣) عبد الحميد محمود طهماز: ميزات الشريعة الإسلامية: ص: (٧٧)، (مرجع سابق).
(٤) انظر: المرجع السابق نفسه: ص: (٧٧ - ٧٩)، ولمزيد من الاطلاع على ما تتسم به الشريعة من التزام بالقيم الخلقية. انظر: محمد عبد اللَّه دراز: دستور الأخلاق في القرآن: ص: (٢١ - ١٣٤)، تعريب وتحقيق وتعليق: عبد الصبور شاهين، الطبعة الأولى: (١٣٩٣ هـ - ١٩٧٣ م)، عن دار البحوث العلمية، الكويت. وانظر: يوسف القرضاوي: مدخل لدراسة الشريعة الإسلامية: ص: (١٥٢ - ١١٨)، (مرجع سابق)، وقد أورد أمثلة كثيرة تدل على أخلاقيات الشريعة، وأن هذه الأخلاق تشمل حتى =

<<  <  ج: ص:  >  >>