للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر مما أهلها للإحاطة بقضايا الإنسان وشمول أحكامها لمستجدات الزمان والمكان.

وفي هذا الصدد عاب المستشرق المجري (فيري) على بعض الدول العربية والإسلامية إدخال القوانين الوضعية في بلدانهم وإحلالها محل الشريعة؛ إذ قال: (إن فقهكم الإسلامي واسع جدًا إلى درجة أنني أعجب كلما فكرت في أنكم لم تستنبطوا من الأنظمة والأحكام الموافقة لبلادكم وزمانكم) (١).

وقال آخر: (إن النظام القانوني الإسلامي حيّ ومتفاعل ومطبق في المجتمعات الإسلامية وقائم في ضمائر أفرادها، وينبغي أن يعتمد عليه في تشكيل النظم القانونية في البلاد الإسلامية، لتأتي هذه النظم معبرة عن روح البلاد التي تطبقها) (٢).

٤ - أثبت بعض الدارسين في تاريخ القوانين أن القانون الغربي هو الذي تأثر بالفقه الإسلامي، وأفاد منه في خلال الاحتكاك الحضاري في الأندلس ومن منافذ أخرى، أما ما حدث في الأندلس فورد في بعض المصادر (أنَّ طلبة العلم من الإفرنج الذين كانوا يسافرون إلى غرناطة لطلب العلم اهتموا كثيرًا بنقل فقه الإسلام إلى لغتهم لعلهم يستعملونه في بلادهم لرداءة ما فيها من الأحكام خصوصًا في المئة الرابعة والخامسة من الهجرة، ومن الثابت أن كثيرًا منهم قد برعوا في اللغة العربية، ومنهم


(١) نقلًا عن محمود الدسوقي: الاستشراق والفقه الإسلامي: ص ٧٠٨، (مرجع سابق).
(٢) نقلًا عن: محمد سليم العوا: النظام القانوني الإسلامي في الدراسات الاستشراقية المعاصرة (دراسة لمنهج المستشرق: نويل ج. كولسون) بحث مدرج في: مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية: ١/ ٢٥٤، ٢٥٥، (مرجع سابق)، وانظر: سامي الصفار: دور المستشرقين في خدمة التراث الإسلامي مجلة المنهل (العدد السنوي المتخصص عام ١٤٠٩ هـ عن الاستشراق والمستشرقين): ص ١٤٥، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>