للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- إمام الأمة وقدوتها الذي قال: "وصلوا كما رأيتموني أصلي" (١) والذي حث على صلاة الجماعة وقال بشأنها: "تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده، بخمسة وعشرين جزءًا. . . " (٢).

ولا يتسع المقام هنا لاستقصاء ما ورد من الحث على تلك اللقاءات، ولا ما تنطوي عليه من الفوائد والحكم التي تتميز بها الأمة الإسلامية على سائر الأمم الأخرى، والتي تعد -في الحقيقة- من نعم اللَّه على هذه الأمة وعلى نبينا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- كما قال تعالى: {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: ١١٣]، وكما قال: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [النحل: ١٨]، ويكفي أن ينوه هنا بما يتصل بالأخوة وما تعكسه تلك اللقاءات من وحدة في القول والعمل والقصد والنية، وما ينجم عن هذه اللقاءات من تعارف وتآلف في ظل طهر الضمير ونقاء السريرة وغذاء النفس الذي تصقله العبادة بما فيها من دعاء وذكر وغذاء روحي يرتوي منه المؤمنون في تلك اللقاءات إذا هم أدوها على الوجه الشرعي الصحيح (٣).

فالصلاة أولًا تنهى عن الفحشاء والمنكر، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا


(١) أخرجه البخاري: (صحيح البخاري): (١/ ٢٢٩)، الحديث رقم [٦٠٥]، تحقيق مصطفى ديب البغا، مرجع سابق.
(٢) أخرجه البخاري: (صحيح البخاري): (١/ ٢٣٢)، الحديث رقم [٦٢١]، تحقيق مصطفى ديب البغا، مرجع سابق.
(٣) عن تحول العبادات إلى عادات وأثر ذلك في حياة المسلمين انظر: محمد أبو الفتح البيانوني: تحول العبادات إلى عادات وأثره في حياة المسلمين: مجلة البحوث الإسلامية، المجلد الأول، العدد الثاني، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة: (١٣٩٥ هـ)، والمحرم، صفر، ربيع الأول: (١٣٩٦ هـ)، ص: (١٨٥ - ١٩٧)، عن إدارة البحوث العلمية والإفتاء. . . الرياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>