للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها فإنها من الكثرة بمكان منها ما دعا الإسلام إلى التحلي به كالصدق والأمانة والعدالة والرحمة والصبر، ومنها ما نهى عنه وحذر منه مثل الحسد والحقد والغل والغضب ونحو ذلك.

فأما الصدق فقد أوجب الإسلام على كل مسلم أن يتحلى بهذه الصفة في اعتقاه، وفي قوله وفي فعله، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩]، وقال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر" (١)، والبر في الإسلام يتناول (كافة وجوه الخير التي يمكن أن يقوم بها إنسان بدءًا من المعتقدات والمعاملات بين الناس ونهاية بالواجبات والأخلاقيات الدينية والدنيوية وما يتصل بحياة الإنسان في أسرته وعشيرته وقومه وفي المجتمع الدولي) (٢)، ويتبين من قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة: ١٧٧]: أن مفهوم البر يربط بين العقيدة والشريعة في الإسلام ويربطهما بالأخلاق (حين يمتزج كمال العقيدة بكمال الأخلاق ويرتبط القول بالعمل، ويتصل الشكل بالمضمون ويتزاوج المعنى بالمبنى ليصبح


(١) أخرجه مسلم: صحيح مسلم: (٤/ ٢٠١٣)، كتاب البر والصلة والآداب، الباب: [٢٩]، الحديث رقم [٢٦٠٧]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مرجع سابق، وأخرج البخاري نحوه: (صحيح البخاري): (٥/ ٢٢٦١)، كتاب الأدب، الباب: [٦٩]، الحديث رقم: (٥٧٤٣)، تحقيق: مصطفى ديب البغا، مرجع سابق، وأخرجه في كتاب الأدب المفرد بلفظ: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر. . . "، الصفحة: (٥٧)، عن دار الكتب العلمية - بيروت بدون تاريخ، وورد في الموطأ وعند أبي داود والترمذي.
(٢) انظر: عبد اللَّه الكامل الكتاني: مفهوم البر في الإسلام: ص: (٣٠)، مجلة المنهل، عدد ذي القعدة: (١٤٠٤ هـ - أغسطس ١٩٨٤ م)، السنة: [٥٠]، المجلد: [٤٦]، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>