للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامي ودعم وحدته- لم يكن ما أقامه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أصحابه من مبدأ التآخي مجرد شعار في كلمة أجراها على ألسنتهم، وإنما كان حقيقة عملية تتصل بواقع الحياة وبكل أوجه العلاقات القائمة بين الأنصار والمهاجرين) (١). لقد كانت المؤاخاة من أوائل الأعمال التي قام بها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عندما وصل إلى مهاجره، قال ابن إسحاق: (وآخى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال -فيما بلغنا. . . تآخوا في اللَّه أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا أخي، فكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- أخوين، وكان حمزة بن عبد المطلب. . . وزيد بن حارثة، مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أخوين. . .) (٢).

ومما يقوله ابن إسحاق في ذكر تفصيلات المؤاخاة: (فهؤلاء من سمي لنا ممن كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- آخى بينهم من أصحابه، فلما دون عمر بن الخطاب الدواوين بالشام، وكان بلال قد خرج إلى الشام، فأقام بها مجاهدًا، فقال عمر لبلال: إلى من تجعل ديوانك يا بلال؟ قال: مع أبي رويحة، لا أفارقه أبدًا، للأخوة التي كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عقد بينه وبيني، فضم إليه) (٣).

وفيما أورده ابن إسحاق دليل على عمق هذه المؤاخاة ورسوخها في


(١) انظر: محمد سعيد رمضان البوطي: فقه السيرة: ص: (١٥٧)، الطبعة السابعة، (١٣٩٨ هـ - ١٩٧٨ م)، دار الفكر - دمشق، انظر: حسن زكريا فليفل: إنما المؤمنون إخوة (الأخوة الإسلامية) ص: (٤٢، ٤٣)، عن مكتبة الإيمان للطبع والنشر والتوزيع - الاسكندرية بدون تاريخ.
(٢) ابن هشام: السيرة النبوية: (٢/ ١٤٦)، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، مرجع سابق.
(٣) ابن هشام: السيرة النبوية: (٢/ ١٤٨)، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، المرجع السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>