للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفينيقية في الشام، وغيرهما من الحضارات البائدة. . .، ولئن دار الصراع الفكري حول هذه الحضارات في العالم الإسلامي بين دعاة متحمسين لهذه الدعاوى ومعارضين لها يعون ما تهدف إليه من إضعاف الأخوة الإسلام وتمزيق لوحدة الأمة الإسلامية، وتهديم لكيانها في مواجهة الغرب، فقد كان للمستشرقين إسهام بارز في الدعوة إلى بعض هذه الحضارات وتنميتها.

يقول (جيب): (وقد كان من أهم مظاهر فرنجة العالم الإسلامي تنمية الاهتمام ببعث الحضارات القديمة التي ازدهرت في البلاد المختلفة التي يشغله المسلمون الآن، فمثل هذا الاهتمام موجود في تركيا ومصر، وفي أندونيسيا وفي العراق وفي إيران) (١).

أما الدعوة إلى الفرعونية فهي تدرك أبعاد هذه الدعوة، ومقاصدها الخطيرة؛ من خلال المعرفة الوافية بعقائدها وتاريخها، ذلك أن (الفرعونية: نسبة إلى الفراعنة حكام مصر في عهدها القديم، وقد جاء ذكرهم في القرآن الكريم، قال تعالى: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} [الفجر: ١٠ - ١٢]. وكانوا طاغين. . أهل بطش وجبروت، زعموا أنفسهم أربابًا من دون اللَّه، وقسروا الناس على تأليههم وعبادتهم، قال تعالى على لسان فرعون: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: ٢٤]، وكانوا يعبدون الشمس والعجل، ويقدسون النيل ويقدمون إليه القرابين، ولما فتح المسلمون مصر دخل الشعب المصري الإسلام، وربط


(١) وجهة العالم الإسلامي، ص: (٣٤٢)، نقلًا عن أبي الحسن الندوي: الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية: ص: (١٨٥)، طبعة: (١٣٩٧ هـ - ١٩٧٧ م)، عن دار القلم، الكويت.

<<  <  ج: ص:  >  >>