للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يمهدون لها الطريق، وقد راعها ما قام به عبد البهاء من أجل إنجلترا والصهيونية، فبادرت إلى شراء عبد البهاء، وكانت مقدمة الثمن عرض القنصل الإيطالي عليه الفرار إلى طرابلس على سفينة حربية إيطالية أعدت من أجله، ولكنه رفض أن يحطم أغلال الصهيونية وقيودها التي غاصت في عنقه وقدميه، رفض لأنه لم يكن حينئذ يستطيع أن يفعل ما لا يقدر عليه؛ فلقد كان غريقًا في عبوديته لسيد آخر، فكيف يبيع للسيد الجديد ما لا يملك) (١).

وأكد الباحثون على أن هناك صلات وثيقة تربط القاديانية بالمستعمرين من ملحوظتين بارزتين لازمت حركتها الهدامة:

إحداهما: تصريحات القادياني بصداقته لهم، ووفائه معهم، إذ نقل عنه قوله: (ينبغي لي أن أقول لكم قبل كل شيء: أنني أنتمي إلى تلك الأسرة التي اعترفت الحكومة البريطانية -منذ مدة طويلة- بأنها صديقة، ومتمنية للخير والسعادة للحكومة البريطانية من الدرجة الأولى. . .) إلى أن يقول: (لذلك أعمل بحرارة قلبي في خدمة هذه الحكومة، وأعلن عن منافع هذه الحكومة وإحسانها إلى الناس كما عمل من قبل أبي وأخي، وأفرض عليهم الخضوع لهذه الحكومة وطاعتها كاملة) (٢).

ونقل عنه قوله -أيضًا-: (لقد خطوت أكبر مرحلة من حياتي في نصرة الدولة البريطانية والدفاع عنها، وألفت كتبًا كثيرة أحرم فيها الجهاد ضدها، ووجوب الطاعة والخضوع لها، ولو جمع كل ما كتبته في هذا الصدد لبلغ خمسين كتابًا، ووزعت هذه الكتب كلها في جميع أقطار العالم) (٣).


(١) عبد الرحمن الوكيل: البهائية تاريخها وعقيدتها: ص ١٦٤، الطبعة الثانية ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م، مطبعة المدني، القاهرة، وانظر: عبد الرحمن عميرة: المذاهب المعاصرة: ص ٢٦١ (مرجع سابق).
(٢) نقلًا عن: عبد الرحمن بن عميرة: المرجع السابق نفسه: ص ٢٨٠.
(٣) نقلًا عن: المرجع السابق نفسه: ص ٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>