للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مكان كذا. . . سورة كذا" (١)، فقد ورد أن جبريل -عليه السلام- كان ينزل بالآية والايات على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيقول له: "يا محمد إنَّ اللَّه يأمرك أن تضعها على رأس كذا من سورة كذا" (٢)، ولهذا اتفق العلماء على أن جمع القرآن توقيفي، بمعنى أن ترتيبه بهذه الطريقة التي نراه عليها اليوم في المصاحف، إنَّما هو بأمر اللَّه ووحي من اللَّه) (٣).

وعلى الرغم من هذا التوفيق وما أحاط بالتنزيل من عناية اللَّه -عز وجل- والتأكيد على أنه تكفل بحفظه، كقدر أراده اللَّه، ومشيئة قضاها، فإنَّ الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأمته بذلوا جهدهم في حفظ كتاب اللَّه في الصدور والسطور،


(١) انظر: السيوطي: الإتقان في علوم القرآن ١/ ٦٠، ٦١، عن المكتبة الثقافية - بيروت (بدون تاريخ).
وانظر: الزركشي: البرهان في علوم القرآن: ١/ ٢٤١، (مرجع سابق)، وأصل الحديث مرويٌّ عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنَّه قال لعثمان رضي اللَّه عنه: (ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى البراءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ووضعتموها في السبع الطوال، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان رضي اللَّه عنه: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السور ذوات عدد، فكان إذا نزل عليه الثيء يدعو بعض من كان يكتبه فيقول: "ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا! وتنزل عليه الآية فيقول: "ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" الحديث. أخرجه الحاكم: المستدرك على الصحيحين: ٢/ ٢٤١، رقم الحديث ٢/ ٢٨٧٥، (مرجع سابق)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وأخرجه الترمذي: الجامع الصحيح: ٥/ ٢٥٤، رقم الحديث (٣٠٨٦)، (مرجع سابق)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
(٢) انظر: السيوطي: المرجع السابق نفسه ١/ ٦٠، ٦١، وانظر: مناع القطان: المرجع السابق نفسه: ص ١٣٩ - ١٤٥. وانظر: الزركشي: المرجع السابق نفسه: ص ٢٣٤، ٢٣٥، وص ٢٤١.
(٣) محمد بيومي مهران: دراسات تاريخية من القرآن الكريم: ص ١٩، (مرجع سابق)، وانظر: الزركشي المرجع السابق نفسه: ص ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>