للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ذلك من مظاهر حفظ اللَّه لكتابه، ولمزيد الإيضاح والبيان مع الاختصار والإجمال أورد بعض الجهود التي بذلت في تدوين القرآن الكريم إلى جانب حفظه واستظهاره في صفوف الأُمَّة:

أ- تخصص بعض الصحابة في كتابة الوحي، وذكر بعض العلماء أن عددهم بلغ تسعة وعشرين كاتبًا؛ منهم الخلفاء الراشدون، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت وغيرهم (١): كانوا يكتبون ما ينزل على الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- من القرآن (ويسجلونه آية بعد آية، حتى إذا ما كمل التنزيل، وانتقل الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى كان القرآن كله مسجلًا في صحف (وكانوا يضعون ما يكتبونه في بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثمّ يكتبون لأنفسهم منه صورًا أخرى يحفظونها لديهم) (٢)، وإذا كانت مفرقة لم يكونوا قد جمعوها فيما بين الدفتين، ولم يلزموا القراء توالي سورها) (٣).

ب- ثبت أن جبريل -عليه السلام- كان يعارض الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- بالقرآن مرَّة واحدة


(١) انظر: محمد عبد العظيم الزرقاني: مناهل العرفان. . ١/ ٢٤٦، (مرجع سابق). وانظر: مناع القطان: مباحث في علوم القرآن: ص ١٢٣، (مرجع سابق). وانظر: إبراهيم الأبياري: تأريخ القرآن: ص ٩٥، (مرجع سابق). وانظر: الفهرست لابن النديم: ص ٤١، طبعة دار المعرفة، بيروت، (بدون تاريخ)، وانظر: ابن حزم: جوامع السير. . ص ٢٦ - ٢٧، (مرجع سابق). وانظر: ابن قيم الجوزية: زاد المعاد. . ١/ ٢٩، وقد أفرد أحمد عبد الرحمن عيسى كتابًا بعنوان: كتاب الوحي، الطبعة الأولى، ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م، عن دار اللواء، الرياض، وأفرد محمد مصطفى الأعظمي كتابًا آخر عنوان: كُتَّاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، الطبعة الثالثة، ١٤٠١ هـ، ١٩٨١ م، عن المكتب الإسلامي، بيروت، وقد أحصى فيه واحدًا وستين كاتبًا للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ (لمزيد الاطلاع).
(٢) انظر: الزركشي: البرهان. . ١/ ٢٣٨، (مرجع سابق). وانظر: السيوطي: الإتقان. . ١/ ٥٨ (مرجع سابق). وانظر: محمد عبد اللَّه دراز: مدخل إلى القرآن الكريم. . ص ٣٦، طبعة دار القلم - الكويت، ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م.
(٣) محمد بيومي مهران: دراسات تاريخية من القرآن الكريم: ص ٢٠، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>