للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومتنه، دراسة دقيقة، ودراسة السند من العلوم التي اختصت بها الأُمَّة الإسلاميَّة (١)، وهو علم هام يتوقف عليه قبول الحديث أو رده (٢)، وبلغ من عناية السلف به اعتبروا (علم أسماء الرجال نصف علم الحديث) (٣).

وإلى جانب ذلك فإن علماء الحديث طبقوا منهجًا علميًا نقديًّا شرعيًّا أفاد منه النقد التاريخي في العصر الحديث، واعترف المنصفون بأنَّ منهج علماء الحديث في نقد الرواة وبيان حالهم، وفي حفظ السُّنَّة وكتابتها، وتدوينها. . .؛ يعد تاجًا على رأس الأُمَّة الإسلاميَّة (٤)، وقد كان من ثمرات تلك الجهود أن (استقام أمر الشريعة بتوطيد دعائم السُّنَّة التي هي ثاني مصادرها التشريعية، واطمأن المسلمون إلى حديث نبيهم، فأقصي عنه الدخيل، وميَّز بين الصحيح والحسن والضعيف، وصان اللَّه شرعه من عبث


(١) انظر: عاصم بن عبد اللَّه القريوتي: الإسناد من الدين ومن خصائص أُمَّة سيد المرسلين -صلى اللَّه عليه وسلم-، الطبعة الأولى ١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م، عن مكتبة المعلا - الرياض. وانظر: عصام أحمد البشير: أصول النقد عند أهل الحديث، الطبعة الثانية ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢، عن مؤسسة الريان للطباعة والنشر - بيروت.
(٢) انظر: مقدمة صحيح مسلم: ص ١٤ - ٢٩، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٣) عاصم بن عبد اللَّه القريوتي: الإسناد من الدين: ص ١٧، (مرجع سابق). وهذا القول منسوب إلى علي بن المديني. انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون: ١/ ٨٧، عن المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة، (بدون تاريخ).
(٤) انظر: مصطفى السباعي: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي: ص ١٠٧، ١٠٨، ١٢٣، (مرجع سابق). وانظر: محمد مصطفى الأعظمي: دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه: مقدمة الكتاب، صفحة (س)، الطبعة الثالثة، ١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م، عن شركة الطباعة العربية السعودية - الرياض، وانظر: توفيق يوسف الواعي: الحضارة الإسلاميَّة: ص ٢٨٩، ٢٩٠، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>