للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاعتقاد من خلال الدراسات الاستشراقية بأنَّ الإسلام دين بشري وضعه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)، وبالتالي جاء وصف المسلمين (بالمحمدية) أو (المحمديون) إزاء وصف النصرانية بـ (المسيحية)، ومِمَّا يترتب على ذلك أنَّه ما دام الإسلام دين محمد ومحمد بشر؛ فإنَّ الإسلام لا يستحق الانتشار ولا السيادة، ويلزم أنْ لا ينتشر لأنه وضعي ومصدره بشري، أمَّا المسيحية فهي على حد زعمهم منسوبة إلى المسيح، وهو جزء من الإله في عقيدتهم وعلى ذلك فالنصرانية دين سماوي لا بُدَّ أن يعلو وينتشر (٢).

إنَّ مثل هذه المحاور التي تدور عليها دراسات المستشرقين تدلنا بما فيه الكفاية على أن تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة أحد أهدافها البارزة، ومن يدري فلعل تلك الحروب الصليبية الطاحنة التي تحاول استئصال المسلمين في بقاع شتى من العالم بكل قسوة وتعسف تنطلق من هذه العقيدة التي رسختها الدراسات الاستشراقية في أذهان صانعي القرار في الغرب، ولا سيما بعد عودة العالم عامة إلى العقيدة الدينيَّة، وارتكاز النظام العالمي الجديد عليها فيما يظهر، واللَّه أعلم.

أمَّا الردود على تلك المزاعم حول مصدر القرآن الكريم فيأتي أبرزها في النقاط الآتية:

١ - يردُّ على المستشرقين بالردود القرآنية على المشركين؛ لأنَّ المستشرقين حذوا في موقفهم المعادي للقرآن حذو مشركي مكة، فقد زعموا بأنَّ الذي يعلم الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عبدٌ رومي (٣)، كان يصنع السيوف في


(١) انظر: ساسي سالم الحاج: الظاهرة الاستشراقية. . ٢/ ٣١٢، (مرجع سابق).
(٢) انظر: هستون سميت: ديانات الإنسان. . نقلًا عن عباس محمود العقاد: الإسلام دعوة عالمية ومقالات أخرى: ص ١١٩، من منشورات المكتبة العصرية - بيروت (بدون تاريخ).
(٣) سبق ذكر هذا الشخص وما ذكره المفسرون حوله وأنه كان قينًا نصرانيًّا قيل اسمه (بلعام) وقيل: (يعيش)، وانظر: السيرة النبوية لابن هشام: ص ٢٧٠ - ٢٧١. وانظر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>