للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صلى اللَّه عليه وسلم- جرت على لسان غيره في كثير من المواقف التي ذكرت في بعض المصادر التاريخية (١).

٧ - أمَّا دعوى المستشرقين بأنَّ (الوسط الوثني) أو البيئة التي عاش فيها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كانت مصدرًا من مصادر القرآن الكريم باعتباره تشابه مع شعر بعض الشعراء الجاهليين مثل (امرئ القيس) و (أميَّة بن أبي الصلت)، فإنَّ الرد على هذه المزاعم من وجوه كثيرة (٢)، من أبرزها:

أ- كيف يسمح المنهج العلمي للمستشرقين بقبول الأخبار والروايات التي ذكرت تلك الأشعار المشابهة لبعض آيات القرآن الكريم على لسان (امرئ القيس) و (أميَّة بن أبي الصلت)، وهم يشككون -بل يتجاوز أكثرهم


(١) انظر: ابن إسحاق: سيرة ابن إسحاق: ص ٥٣ - ٥٧، تحقيق: محمد حميد اللَّه، (مرجع سابق)، وسيرة ابن هشام ١/ ٢٠٥ - ٢٠٧، (مرجع سابق)، وتاريخ الطبري ٢/ ٢٧٧، ٢٧٨، (مرجع سابق)، وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر، ج- ١، الجزء الأول، المجلد الأول: ص ٢٧٠ - ٢٧١، ترتيب: عبد القادر بدران، الطبعة الثالثة: ١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م، عن دار التراث العربي، بيروث، وانظر: دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني: ١/ ١٦٨ - ١٧٤، (مرجع سابق)، ونهاية الأرب للنويري: ١٦/ ٩٠ - ٩٢، طبعة القاهرة، ١٣٧٤ هـ - ١٩٥٥ م، عن وزارة الثقافة. .، المؤسسة المصرية العامة للتأليف. .، والسيرة النبوية لابن كثير ١/ ٢٤٣ - ٢٤٩، تحقيق: مصطفى عبد الواحد، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت، (بدون تاريخ)، والخصائص الكبرى للسيوطي ١/ ٨٤، (مرجع سابق).
وأصل قصة ملاقاة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مع الراهب (بحيرى) ما ورد في بعض كتب السنة واشتهر عند أهل المغازي، ومن أصحها ما أخرجه الترمذي عن عبد الرحمن بن غزوان ولقبه قراد وكنيته أبو الفرج، وقد قال عنها الترمذي بعد أن ساق الرواية: (هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) الترمذي: الجامع الصحيح. . . ٥/ ٥٥٠ - ٥٥١، الحديث رقم [٣٦٢٠]، (مرجع سابق).
(٢) لمزيد من الاطلاع على دحض تلك المزاعم؛ انظر: جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ٦/ ٤٩٢ - ٤٩٩، (مرجع سابق)

<<  <  ج: ص:  >  >>