للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في اللَّه لومة لائم ولا سطوة ظالم، ومنهم الأئمة (الزهري، وسعيد بن المسيب "سيد التابعين"، وعامر الشعبي، وقد [عدّه] يحيى بن سعيد القطان "أول من فتش عن الإسناد"، وإبراهيم النخعي، وهو "صيرفي الحديث" والأعمش، وشعبة بن الحجاج، وحماد، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، ومالك بن أنس، -رضي اللَّه عنهم- أجمعين) (١)، هؤلاء هم حملة الحديث الأتقياء.

٤ - أمَّا وضع الحكام للحديث كرد فعل على أولئك (الأتقياء) المزعومين؛ فإنَّه اتهام لحكام بني أُميَّة يدحضه التاريخ من ناحيتين:

الأولى: لم يكن بين علماء الحديث وبني أميَّة خصومة، ولا أيُّ نوع من العداء، وإذا كان هناك عداء بين الحكام وبين الشيعة والخوارج فإنَّ علماء الحديث غير هؤلاء وهؤلاء (٢).

الثانية: لم يثبت أيُّ دليل يدين حكام بني أُميَّة بوضع الحديث، ولو بُحث في دواوين السنة لما وجد من بين الأحاديث الموضوعة حديث واحد رُوي عن طريق أيِّ حاكم من حكام بني أميَّة (٣).

وخلاصة القول:

إنَّ مزاعم (جولدزيهر) ومن سار على نهجه من المستشرقين تأتي مؤكدة المنهج الاستشراقي المعادي للإسلام الذي انتهج أسلوب المغالطات والتلبيس، وكتمان الحق، وتحكيم الهوى، والحسد، ودس الزيف والشبهات، وهو بذلك ينتظم في تلك الحركة الباطنية التي تضرب


(١) انظر: محمد لقمان السلفي: السنة. .: ص ٢٣٧، (مرجع سابق)، وانظر: تراجمهم لدى: النووي: تهذيب الأسماء واللغات. . (مرجع سابق).
(٢) انظر: محمد لقمان السلفي: السنة. .: ص ٢٤٢، (مرجع سابق).
(٣) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>