للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرد على هذه الأقوال من وجوه أبرزها:

١ - إن تلك الكتب أو الرسائل والرسل التي بعث بها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى الملوك والأمراء المجاورين لدولة الإسلام، سواء في داخل الجزيرة أو مخارجها حدث تاريخي (مدون في أقدم كتب السيرة التي وصلت إلينا ولم يكن هناك أيَّة ضرورة دينيّة أو سياسيّة تحمل أحدًا في القرن الأول والثاني على اختراع خبر هذا الحادث وروايته وتدوينه) (١).

وقد اعترف بها بعض المستشرقين مثل (إميل درمنغم) في قوله: (ثُمَّ بعث النبي السرايا فدانت للإسلام قبائل كثيرة، ثُمَّ أرسل الكتب إلى الملوك والأمراء الأجانب) (٢).

وكتب المستشرق (د، م، دنلوب) إلى محمد حميد اللَّه الحيدرآبادي بأنَّه ظفر بأصل الكتاب الذي بعثه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى (النجاشي)، وأنَّه سينشر


(١) محمد عزة دروزة: القرآن والمبشرون: ص ٢٨٩، (مرجع سابق).
(٢) حياة محمد: ص ٣٣٥، (مرجع سابق)، ولمعرفة مصادر هذه الكتب والرسائل والوقوف على نصوصها؛ انظر: محمد حميد اللَّه الحيدرآبادي: مجموعة الوثائق السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة: ص ٢٩ - ٥٠، ص ٥٧ - ١٠٨، (مرجع سابق)، وقد استعرض في هذه الصفحات وصفحات أخرى حتى الصفحة ص ٢٢٦ جملة من الكتب والرسائل والعهود التي كتبها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأرسلها إلى الملوك والأمراء المجاورين لدولة الإسلام وكذلك ما أرسل إليه من إجابات على رسله ورسائله تلك، وأورد مصادر تلك الوثائق وصورًا لما وجد منها، وذكر أماكن حفظها في العالم، وانظر: عبد الجبار محمود السامرائي: الرسائل التي بعث بها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى ملوك الدول المجاورة، مجلة الفيصل العدد [٥٥]: ص ٧١ - ٨١، (مرجع سابق)، وقد تطرق لذكر وجهات نظر بعض المستشرقين حول صحة تلك الرسائل، وصحة ما حُفِظَ منها حتى العصر الحديث، وذكر ممن زعم بأنها مزورة من المستشرقين (بيكر، وأملينو، وكرابجك، وكيتاني، وفيت، وشفالي).

<<  <  ج: ص:  >  >>