للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالآيات الكثيرة، وكذلك الأحاديث الكثيرة التي تؤيدها، فإذا كان الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- المبلغ عن اللَّه هو الذي نطق بالآيات والأحاديث المؤيدة للعالميَّة فكيف يتسنّى لـ (موير) أو غيره أن ينفي عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كونه فكَّرَ في عالمية الإسلام (١).

إنَّ مثل هذه الآراء لا تقوم بها حُجَّة ولا يقبلها العقل والمنطق.

وإذا كان (موير) يقصد من قوله هذا؛ إنَّ دعوة الإسلام مرت بمراحل لم تظهر العالميَّة في بدايتها، فإنَّ ذلك أمر طبيعي تقتضيه السنن الكونية والاجتماعية، ولكنه فسَّرَ هذا بأنه (يرجع إلى الظروف والأحوال أكثر منه إلى الخطط والبرامج) (٢)، وهنا يلحظ البون الشاسع بين هذا المستشرق


(١) أورد ابن سعد في طبقاته أقوالًا عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- تبين عالمية الأُمَّة الإسلاميَّة منها قوله عن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا سابق العرب"، "صهيب سابق الروم"، "سلمان سابق فارس"، "بلال سابق الحبشة". في مواضع متفرقة من الطبقات؛ انظر: المرجع نفسه: ١/ ١٨، ٣/ ١٦٩، ٣/ ١٧٤، ٤/ ٦٢، بتحقيق: محمد عبد القادر عطا، الطبعة الأولى، ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م، عن دار الكتب العلمية، بيروت، وانظر: ابن عساكر: تهذيب تاريخ دمشق: ٦/ ٤٤٦، بتحقيق: عبد القادر بدران، (مرجع سابق)، وانظر: أبا نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء. .: ١/ ١٤٩، طبعة المكتبة السلفية، القاهرة (بدون تاريخ)، وانظر: ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة: ٣/ ٢٥٥، الترجمة رقم: (٤٠٩٩)، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت (بدون تاريخ)، ولفظ الحديث لدى الحاكم: "السباق أربعة: أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفارس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم"، المستدرك ٣/ ٢٨٥، الحديث رقم: (٥٢٤٣/ ٨٤١) بترتيب: مصطفى عبد القادر عطا: ٣/ ٣٢١، (مرجع سابق)، وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد.
(٢) نقلًا عن: سير توماس أرنولد: الدعوة إلى الإسلام. . . ص ٥٠، (مرجع سابق)، وانظر: محمد أمين حسن: خصائص الدعوة الإسلاميَّة: ص ٢٠١، (مرجع سابق)، وانظر: جميل المصري: دواعي الفتوحات الإسلاميَّة. . . ص ٣٢ - ٣٨، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>