للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريقها، ثُمَّ قام بمكاتبة الملوك ودعوتهم إلى الإسلام، وهكذا تدرجت الدعوة حتى بلغت لأهل الأرض) (١).

والسؤال هنا ألا يجد (موير) في هذا التاريخ وفي هذه السيرة معنى للخطط والبرامج قد يختلف معه المؤمنون في أصل الإيمان بأنَّ هذا كله مكتوب بما يفي بالخطط والبرامج التي يقصدها، ولكن ذلك في اللوح المحفوظ، وأجراه اللَّه في واقع التاريخ على يد سيد الخلق وصفوة الأنبياء والمرسلين وخاتمهم محمد بن عبد اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

٢ - إن هناك دلائل أخرى صاحبت سيرة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- منذُ البعثة وحتى انتقل إلى الرفيق الأعلى تدل على عالميَّة الإسلام، وإذا كان (موير) ينفي تلك العالميَّة استنادًا إلى سيرة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قبل الهجرة وبعدها إلى حين صلح الحديبيَّة أو ما أعقب ذلك من انتشار الإسلام، فإنَّ من أبرز الدلائل على عالميَّة الإسلام وقبل أن يهاجر الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى المدينة المنورة القصص التاريخية الواردة في كتب السيرة (٢) والتاريخ كقصة (ورقة بن نوفل) و (النجاشي) ملك الحبشة، والراهب (بحيرى) و (نسطورا) و (عدَّاس)، فلكل واحدٍ من هؤلاء مع الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- أو مع خبر بعثته قصة تدل على عالمية رسالته -صلى اللَّه عليه وسلم- وكانت كلها قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة (٣).

وبعد أن هاجر حدثت له قصصٌ أخرى مثل إسلام (سلمان الفارسي)


(١) محمد حميد اللَّه الحيدرآبادي: مجموعة الوثائق السياسية. . . ص ٢٢٨، (مرجع سابق).
(٢) انظر: ابن هشام: السيرة النبوية: ١/ ٢١٦، ٢١٧، ٢٧٠، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، (مرجع سابق)، وقد أورد ابن هشام من دلائل نبوته -صلى اللَّه عليه وسلم- الشيء الكثير، ومنها ما يدل على عالميَّة الرسالة مثل أخذ الميثاق على الرسل بالايمان به -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ انظر: ص ٢٦٣ وما قبلها وما بعدها، (المرجع نفسه).
(٣) انظر: ابن هشام: السيرة النبوية ١/ ٢١٢، ٢١٣، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: الروض الأنف ١/ ٢١١، ٢١٢، (مرجع سابق)، وانظر: ص ٦٥٠ - ٦٥١، (البحث نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>