للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الإيمان، وتوسطها بين الأمم يعني (الوسط: العدل الذي نسبة الجوانب إليه كلها على السواء، فهو خيارُ الشيء، ومتى زاغ عن الوسط حصل الجور الموقع في الضلال عن القصد) (١).

وعلى هذا المنوال يمضي (العامري) في بيان وسطيَّة الأُمَّة الإسلاميَّة في جميع أركان الإيمان، ويقول عن إثبات الرسل: (إنَّ أحدًا من أهل الأديان الستة لم يسلم في طرفي الغلو والتقصير في شأنهم إلَّا الإسلاميون: أمَّا الغلو فما ادعته النصارى في عيسى، وأمَّا التقصير فبجحود اليهود نبوة إبراهيم. . .) (٢).

ثُمَّ يقول: (وأهل الإسلام سَلِمُوا عن ذلك، وقالوا في الأنبياء كلهم: إنهم عباد اللَّه مصطفون وخيار معصومون، ثُمَّ رُؤوا تجمع كلمة الشهادة وصف نبيهم بالعبودية والرسالة، تحرزًا عن أبواب الزلل. . . بل جردوا القول فيهم بأن قالوا: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٦] (٣).

وذكر توسط الأُمَّة الإسلاميَّة في اعتقادها بأن الملائكة عباد اللَّه {مُكْرَمُونَ (٢٦) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: ٢٦ - ٢٧]، وتوسطها في الإيمان بالكتب، وأنَّها كلَّها جليلة القدر، بيد أن القرآن


(١) محمد عبد الرؤوف المناوي: التوقيف على مهمات التعاريف: مادة (وسط)، (مرجع سابق).
(٢) كتاب الإعلام. . ص ١٢٩، ١٣٠، (مرجع سابق). وانظر: ابن تيمية: الجواب الصحيح. . . ٢/ ٤٦، (مرجع سابق). وانظر: ابن تيمية: المرجع نفسه: ٢/ ٤١٣ - ٤١٨.
(٣) كتاب الإعلام بمناقب الإسلام: ص ١٣٠، (مرجع سابق). وانظر: ابن تيمية: الجواب الصحيح. . . ٢/ ١٤٤ - ١٥٤، (مرجع سابق). وانظر: ابن قيم الجوزية: هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى: ص ٣١٣ - ٣٥٨، تحقيق: أحمد حجازي السقا، عن دار المطبعة السلفية، ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م - القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>