للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ يورد (مونتغمري وات) تحت هذه النقاط الأربع جملة من الأقوال لمشاهير مفكري القرون الوسطى من أمثال (توما الأكويني) الذي وصفه بأنَّه كان من بين أكثر مفكري القرن الثالث عشر اعتدالًا، ومع ذلك فإنَّه كان يتحدث عن الإسلام تحت ما أسماه بالفِرَق، وأنَّه (أي: الإسلام) كان يبيح المتع الجسديَّة التي تجذب الناس إليه، وأنَّ الأدلة والحجج التي جاء بها محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ساذجة، وأنَّه خلط الحق بالباطل في القصص التي جاء بها، وليس لها سند من التاريخ، وأنَّ تعاليم الإسلام زائغة، ويفتقر إلى المعجزات التي تؤيد مزاعمه، ثُمَّ يصف الأُمَّة الإسلاميَّة بأنها تعيش في الصحراء حياة أقرب إلى حياة الحيوانات، وكانوا من الكثرة بحيث تمكنوا من إجبار الآخرين بالقوة العسكرية على اعتناق الإسلام، وأن النظرة المدققة توضح أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كما يزعم (توما الأكويني) - (حرَّف كل شواهد العهدين القديم والجديد) (١).

ومِمَّا ذكره (مونتغمري وات) في النقطة الثانية: (أنَّه بلغ الأمر بأحد المتحمسين المدافعين عن الحروب الصليبية وهو (humbert of romans) إلى حد قوله: (إن المسلمين شديدو الحماسة لدينهم لدرجة أنَّهُم يقطعون دون رحمة رأس أي مخلوق يهاجم هذا الدين في أيِّ إقليم يسيطرون عليه) (٢).

وقد نفى (مونتغمري وات) هذا الزعم بقوله: (والواقع أن الصورة


= الأصلي: (تأثير الإسلام في أوروبا خلال العصر الوسيط)، وهو مجموع محاضرات (مونتغمري وات) في (الكوليج دوفرانس) ألقاها عام ١٩٧٠ م، وصدر عن جامعة (أدنبرة) باسكوتلندا، عام ١٩٧٢ م.
(١) انظر: فضل الإسلام على الحضارة الغربية: ص ١٠٠، ١٠١، (المرجع السابق نفسه).
(٢) انظر: المرجع السابق نفسه: ص ١٠٢، وانظر: رودي بارت: الدراسات العربيَّة. .: ص ١٠، ترجمة: ماهر مصطفى، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>